ذات يوم خرجت الدودة تزحف في الحديقة وتبكي ، فاجتمعت حشرات الحديقة لترى سبب بكاء الدودة الودودة .
فتساءلت النملة : لماذا تبكين أيتها الدودة الودودة ؟
ردت الدودة : لأنني أشعر أنني حشرة ليس لها أي ميزة أو فائدة ، بل الكثير لا يلاحظني لأنني صغيرة في الحجم وبطيئة في السير .
فرد الحلزون : ولكن أنا أيضاً بطئ في السير ، وصغير في الحجم لكنى لست حزيناً مثلك .
فقالت الدودة رداً على كلام الحلزون : ولكنك تملك منزلاً جميلاً تختبئ بداخله وقت الأمطار والعواصف ، إذن لديك ميزة تميزك عني .
فقالت الدعسوقة : لا تبكي يكفي أن إسمك الدودة الودودة ، فأنت محبوبة لدينا جميعاً ولا تؤذي أحد .
لم تقتنع الدودة بكلام أصدقاءها الحشرات ، وظلت تبكي وقالت : كلنا نعد حشرات لا قيمة لنا ، يسهل أن نغرق بقطرات ماء قليلة ولا يلاحظنا أحد .
فوقفت النملة في شموخ وقالت : لا فنحن حقاً حشرات ، لكن كل حشرة لديها ما يميزها.
فردت الدودة : وما هو الذي يميزنا ، ونحن مجرد حشرات صغيرة؟
فبادرت النملة وقالت بصوت عالي : فنحن النمل نتميز بالنشاط ، فنسعى طوال الصيف لتخزين الطعام لفصل الشتاء ، حتى لا نتعرض نحن أو أصدقاءنا للجوع ونعمل بجهد دون أن نكل أو نمل.
فردت الدودة : حقاً فالنمل يتميز بالنشاط ، شكراً أيتها النملة الجميلة ، لأنك تثقين في نفسك وفي مميزاتك ، وردت الدعسوقة وقالت : وأنا أتميز بألواني الجميلة ، فجسمي لونه أحمر وبه نقط سوداء ، أقفز بين الأشجار أستمتع بالغناء ، وأنا سعيدة بألواني وأفتخر بشكلي وغنائي .
فرحت الدودة من كلام الدعسوقة ، وبدأت تغير نظرتها عن كونهم حشرات لا قيمة لهم ، وفرحت بتشجيع أصدقاءها لها ، وقررت أن تعيد النظر في مميزاتها ، فلا يوجد أي كائن مخلوق بدون مميزات ، فقد وهب الله كل كائن ميزة تميزه عن غيره.
وحل المساء وعادت كل حشرة إلى منزلها ، وللمرة الأولى تقف الدودة الودودة أمام المرآة ، وتتغنى قائلة : أنا الدودة الودودة ، لا أُؤذي أحداً ، لوني أخضر وجميل سأستمتع كل يوم بحياتي ولن أبكي ثانية ، فقد وهب الله لي مميزات ويكفي أنني لا أؤذي أحداً .
وحل الصباح واستيقظت الحشرات وخرجت تتجول في الحديقة ، فسمعوا صوت بكاء مرة آخري ، فاقتربوا من مصدر الصوت ، ووجدوا الدودة المشدودة تبكي أيضًا ، فتساءلت النملة: لماذا تبكين ، أيتها الدودة المشدودة ؟ .
ردت الدودة : لأنني أشعر إنني حشرة ليس لها أي ميزة أو فائدة ، بل الكثير لا يلاحظني لأنني صغيرة في الحجم وبطيئة في السير .
فبينما يتحدث معها الحشرات أتت فراشة جميلة ، وألقت عليهم التحية وقالت : صباح الخير يا أصدقائي ، صباح الخير صديقتي الدودة المشدودة ، كيف حالك اليوم ؟ ، تطلعت الحشرات إلى الفراشة ، وتساءلوا : من أنت ؟
ردت الفراشة : أنا الدودة الودودة ؟
نظرت لها الحشرات في ذهول ، قائلين : الدودة الودودة ؟ كيف وأنت فراشة ؟
حكت الدودة الودودة أنها بعد أن تركتهم ذهبت للنوم ، واستيقظت ووجدت نفسها بداخل شرنقة ، وعندما اخترقت الشرنقة أصبحت فراشة جميلة ، تطير وهي سعيدة .
وقالت الفراشة إلى الدودة المشدودة : لا تبكين ، لأننا لسنا مجرد حشرات ، بل كل منا به ما يميزه وسنتحول في يوم ما إلى فراشات جميلة ، تطير بين البساتين تستمتع برحيق الزهور ، وتنعم بحياة رائعة .
جففت الدودة المشدودة دموعها وعلمت أنها ليست مجرد دودة ، بل هي حشرة مميزة .