يُذْكَرْ أَنَّهُ كَانَ لَدَى جُحَا حِماراً وَزَوْجَةً فَمَاتَتْ زَوْجَةُ جُحَا فَقَامَ كُلُّ الأَهْلِ وَ الجيرانِ بِتَعْزيَتِه وَشارَكوهُ حُزْنَه عَلَى زَوْجَتِه وَواساِه كُلَّ أَهْلِ القَرْيَةِ ، فَمَا وَجَدُوا مِنْ جُحَا إِلَّا الصَّبْرُ والْجَلَد.
مَرَّتْ الأَيّامَ وَمَاتَ حِمارُ جُحَا فَوَجَدُوهُ فِي اليَوْمِ التَّالِي وَقَدْ فَتْكَ بِهِ الحُزْنُ حَتَّى كَادَ أَنْ يَموتُ فَبَدَأَ أَهْلُ القَرْيَةِ يَعُودُونَ يَطْمَئِنُّونَ عَلَى حالِه .
فَقَامَ أَحَدُهم وَقَالَ لَهُ أُريدَ أَنْ أَسْأَلَك عَنْ شِئْ .
إِنَّك مَرِضْتَ بِسَبَبِ مَوْتِ حِمارِك وَلَمْ تَمَرَّضْ وَلَمْ تَحْزَنْ وَلَمْ يُصيبُكَ الهَمِّ عِنْدَمَا مَاتَتْ زَوْجَتُك .
هَلْ كَانَ الحِمارُ أَقْرَبَ لَكَ مِنْ زَوْجَتِك ؟ قَالَ جُحَا لِلْرَجُلِ :
إِنَّهُ لَمّا مَاتَتْ زَوْجَتِي واَسانيْ أَهْلِ القَرْيَةِ وَمِنْهُمْ مِنْ أَرَادَ أَنْ يَحْضُرَ لِي زَوْجَةً بَدَلًا مِنْهَا وَمِنْهُمْ مِنْ عَرَضَ عَلَي أَنَّ يزوِجنيْ ابْنَته.
أَمَّا عِنْدَمَا مَاتَ حِماريَ لَمْ يُوَاسِينِي أَحَدٌ وَلَمْ يَعْرِضَ عَلَيّْ أَحَدٌ أَيّْ حِمارٍ آخَرَ.
لِذَا حَزِنَت كُلَّ هَذَا الحُزْنَ.