في يوما من ذات الأيام اتفق الثعلب والحمار على أن يخرجا معا للبحث عن الطعام، وسارا مسافة طويلة، فشاهدا أسداً قادما نحوهما ، فتملّكهما رعب شديد ، وتسمرا كل منهما في مكانه من الخوف ، وفكّرا في الهرب ، لكنّهما خافا أن يدركهما الأسد .
ففكر الثعلب قليلاً ، حتى اهتدى إلى حيلة ماكرة ، فقال للحمار : انتظرني وسوف أخلصك من هذا المأزق بسهولة .
وتوجه الثعلب إلى الأسد ، فقال له : أيها الأسد سوف أساعدك في الإيقاع بالحمار ، إذا وعدتني ألا تمسّني بسوء .
فقال الأسد : وكيف ستوقع بالحمار ؟!
فقال الثعلب : سوف ترى حالا يا ملك الغابة، فوافق الأسد ، ولذلك ترك الثعلب يعود إلى الحمار .
فلمّا رآه الحمار ، قال له : فيما كنتما تتهامسان ؟!
فقال الثعلب كاذباً : كنت أعقد معه اتفاقا ليتركنا نمضي في حال سبيلنا .
فقال الحمار : وما هو المقابل ؟
فقال الثعلب : لقد اتفقت معه أن أعوضه فيما بعد .
وقاد الثعلب الحمار إلى حفرة مغطاة بالأعشاب ، كان بعض الصيادين قد أعدوها لصيد الوحوش .
ولم يفطن الحمار إلى أن تحت العشب حفرة فسقط فيها فجأة .
ولمّا أطمأن الأسد إلى أن الحمار قد أصبح محصوراً داخل الحفرة، وأنه لن يستطيع الخروج منها، قال لنفسه : أفرغ من الثعلب أولا .. ثم أتحلى بالحمار .
واستدار الأسد إلى الثعلب، فأمسك به.
وهكذا وقع الثعلب في نفس الحفرة التي حفرها للحمار ، فصدق عليه المثل القائل : من حفر حفرة لأخيه وقع فيها