قصة جحا يقول الله يعطيك

  مصنف: قصص جحا 1859 0

 

يحكي أنه في يوم من ذات الأيام ، قام جحا بدعوة بعض أصدقاءه ، ليتسامرون فوق سطح منزله وبينما كان جحا وأصدقاءه يتسامرون ويأكلون ويشربون ويضحكون ، سمع جحا طرقاً شديداً على باب منزله في الأسفل !.

فأسرع جحا ونظر من أعلى ، فوجد رجلاً غريبًا ، فصاح به جحا من فوق سطح المنزل ، قائلًا : لما تطرق الباب بهذا العنف هكذا ، ماذا تريد ومن أنت ؟ ،

فأجابه الرجل : لا تؤاخذني يا سيدي ولكن الأمر هاما جدًا ، فانزل لكي أحدثك.

فصاح به جحا قائلًا : أولًا ، تستطيع أن تقول لي ما المسألة التي أتيتني بها ، من مكانك هذا فإن بيني وبينك مسافة ستين درجة !..

فقال له الرجل مرة أخرى : إنه أمر جاد جداً يا سيدي ولابد من نزولك .

استأذن جحا من أصدقاءه قائلًا : هناك أمر هام يستدعي نزولي ، ولكني لن أغيب عنكم طويلًا ،

فقال أحدهم : قد تكون هناك مشكلة كبيرة ، وقد أرسل إليك بالأخذ برأيك فيها ، انزل إليه فوراً ، ونحن هنا في انتظارك .

أسرع جحا بالنزول درجة درجة حتى اجتاز الستين درجة ، بعد أن تعب تعباً شديداً ، وما إن وصل جحا حيث الطارق ، حتى ارتمى على الأرض ، وقال بصوت لاهث : ماذا تريد يا هذا؟ ..

فأجابه الرجل : أنا فقير مسكين الحال  وأريد حسنة يا سيدي ، فاغتاظ جحا من الرجل ، غضباً شديداً ، ولكنه كتم غيظه  وقال له اتبعني أيها المسكين .

صعد جحا الدرجات الستين ، والسائل يصعد وراءه ، وهو يتصبب عرقًا ، حتى وصل إلى سطح المنزل ، وهنا التفت جحا إلى الرجل ، ونظر إليه وهو يقول له : يعطيك الله .

فصاح به الرجل : ولماذا جعلتني أصعد كل هذه الدرجات يا جحا ، فقد صعدت ستين درجة خلفك قبل أن تجيبني ، كان من الممكن أن تقول ذلك في الأسفل وتوفر كل هذا التعب والإرهاق عليّ .

فأجابه جحا : ولماذا جعلتني أنزل ستين درجة قبل أن تقول لي ما هي مسألتك؟

error: النسخ ليس ممكناً