قصة الملك والخادم السعيد

  مصنف: متفرقات - - 5567 1

يروى أنه سأل أحد الملوك وزيره في يوم من الأيام فقال : لماذا أجد خادمي سعيداً أكثر مني في حياته ؟
وهو لا يملك شيئا وأنا الملك لدي كل شيء ،ومتكدر المزاج ضائعا حزينا ؟
فقال له الوزير : جرِّب معه قاعدة التسعة وتسعون .
فقال الملك : وماهي قاعدة التسعة وتسعون ؟
قال الوزير : ضع تسعة وتسعون دينارًا في صرة عند بابه في الليل ،واكتب على الصرة مئة دينار هدية لك ، واطرق بابه، وانظر ماذا سيحدث بعدها .
فعل الملك ما قاله له الوزير وأمر بوضع صرة التسعة وتسعون دينارا أمام دار الخادم ، فطرق أحد الجنود الباب وهرب بعد أن وضع الصرة ،فأخذ الخادم الصرة ودخل مسرعا إلى داره .
فلما عدها قال : إنها تسعة وتسعون ومكتوب عليها مئة فكيف ذلك ،ففكر وقال يبدو أن الدينار الباقي وقع في الخارج .
فخرج هو و كل أهل بيته يفتشون عن الدينار الباقي من الصرة .
ذهب الليل كله وهم يفتشون فغضب الخادم من أسرته لأنهم لم يجدوا هذا الدينار الناقص وثار عليهم بسبب الدينار الناقص بعد أن كان هادئًا .
وفي اليوم التالي أصبح هذا الخادم متكدّر الخاطر لأنه لم ينم الليل فذهب إلى الملك عابس الوجه متكدر المزاج غير مبتسم ناقم على حاله .
فعلم الملك ما معنى التسعة وتسعون .

ننسى تسعة وتسعون نعمة وهبنا الله إياها ،ونقضي حياتنا كلها نبحث عن نعمة مفقودة !
نبحث عن مالم يقدره الله لنا ،ومنعه عنا لحكمة لا نعلمها ،ونكدر أنفسنا وننسى ما نحن فيه من نِعم .

استمتعوا بالتسعة والتسعين نعمة ،واسألوا الله من فضله واشكروه على نعمه التي لاتحصى ولا تعد ولا تنسوا بالشكر تدوم النعم .

error: النسخ ليس ممكناً