كان هناك قطة صغيرة تسمى القطة كيتي ،كانت كيتي كل ليلة تنظر إلى المرآة في حزن و لم يكن يعجبها أي شيء لأنها غير راضية عن شكلها على الإطلاق و تتذمر دائما من شكلها و شعرها الذي لا يعجبها ،وكانت دائما ما تنظر باعجاب إلى باقي الحيوانات و تحلم مرة أن تطير عاليا مثل الطيور و مرة أخرى تحلم أن تسبح في البحار مثل الأسماك و مرة أخرى تحلم أن تقفز بسرعة و مهارة مثل الكنغر و هكذا .
دائما كانت تنظر إلى باقي الحيوانات متمنية أن تصبح أي كائن آخر غير قطة صغيرة لأنها غير راضية عن شكلها …
و في إحدى المرات بينما كانت القطة كيتي تراقب البطات من حولها و هن يسبحن على سطح الماء ،تمنت القطة أن تكون بطة مثلهن و تجيد السباحة هكذا في الماء ،و بالفعل قد حاولت أن تصبح مثلهن ففكرت كثيرا حتى وجدت قناعا صغيرا على شكل بطة و ارتدت هذا القناع لتستطيع السباحة و لكن هذا القناع لم يساعدها أبدا على أن تصبح بطة حقيقية أو أن تسبح على سطح الماء .
بعد ذلك رأت القطة كنغرا صغيرا يقفز بسرعة و مهارة و يأكل في سعادة و رضى فتمنت في داخلها لو تصبح مثل هذا الكنغر و لكن طبيعتها لا تساعدها على القفز مثل الكنغر، وأثناء عودتها حزينة إلي منزلها رأت قطيعا من الخراف فأعجبت بشكلها المستدير و صوفها الكثيف الجميل في نظرها ،و قررت أن تصبح خروفا جميلا و مفيدا و لكن هناك القليل جدا من الشعر على جسدها و لن تستطيع أبدا أن تصبح خروفا حقيقيا ذو صوف كثيف .
و أخيرا اتخذت القطة قرارا في غاية العجب، فأثناء تجولها بين البساتين رأت بعض الفاكهة ففكرت أن تصبح فاكهة لذيذة ذات رائحة طيبة !
و قامت بوضع بعض قشور الفاكهة على رأسها لتصبح في شكلها مثل الفواكه و لها رائحة طيبة و لكن من شدة تعبها قد استغرقت في سبات عميق .
و فجأة شعرت بحركة غريبة تدور حولها و أحست أن أحدا يحاول أن يحركها من مكانها فنظرت إلى الأعلى حتى رأت خراف من حولها تفتح فمها محاولة أكلها لأنها اعتقدت أنها نوع لذيذ من أنواع الفواكه !
و ما أن ادركت القطة الصغيرة هذا حتى خلعت القناع بسرعة و فرت هاربة إلى منزلها و هي تقول أنا بالفعل محظوظة لأنني قطة و أستطيع الهرب بسرعة و لم أكن فاكهة أو أي شيء آخر يؤكل !! و عادت كيتي إلى بيتها سعيدة جدا و هي في قمة الرضى عن حالها …
تعلمت كيتي أن السعادة في الرضى ، فعليك ألا تحاول أن تكون أو تقلد شخص آخر أبدا ،فقط افهم قدراتك و حاول استغلالها .