يُحكى أنه قديم الزمان تزوج رجل طيب من امرأة طيبة جداً، أحب الزوج زوجته كثيراً وكان يتمنى من الله أن يتم عليه فرحته ويرزقه بطفل ، ولكن مرت سنوات عديدة ولم يرزقهما الله بطفل، فشعرت الزوجة أن زوجها متكدراً وحزينا جداً بشأن عدم الإنجاب .
فحزنت لحزن زوجها وطلبت منه أن يبحث عن زوجة آخرى ،ويتزوجها لعل الله يرزقه بطفل من الزوجة التانية ،بدلاً عنها لأنها لم تستطع أن تنجب له الأطفال الذي يحلم بهم .
في بداية الأمر رفض الزوج ما طلبته منه زوجته ، لأنه يخشى حدوث مشاكل بين الزوجة الأولى والزوجة الثانية ، ويتحول البيت إلى نار مشتعلة ، ليلاً ونهاراً بسبب الخلافات بين الزوجتين .
ولكن ألحت عليه زوجته بأن يتزوج من ثانية ، حتى تنجب له أطفالاً تحمل اسمه وقالت له بأنه لن تكون هناك أي مشاكل بينهما .
فوافق الزوج أخيراً على الزواج مرة ثانية ، وأخبر زوجته أنه سيبحث عن زوجته الثانية في بلدة بعيدة ،حتى تكون غريبة عن بلد زوجته الأولى، فلا تحدث مشاكل بينهما .
وخرج الزوج من منزله، ليبدأ رحلته في البحث عن الزوجة الثانية، ثم وجدها أخيراً فعاد إلى البيت، ومعه جرة فخارية كبيرة ، وقد ألبسها ملابس النساء ، لتبدو مثل المرأة الحقيقة تماماً .
طرق الزوج على باب بيته، ففتحت له زوجته الأولى، وقد علمت أنه قد نفذ وعده لها وتزوج بالثانية، وأحضرها معه وادخلها غرفته وأغلق غرفته ، في صباح اليوم التالي استيقظ الزوج ، وباركت له زوجته وحضرت له الإفطار وكانت تريد دعوة الزوجة التانية .
ولكن الزوج قال لها بأن زوجته الجديدة نائمة فلا تزعجيها ،وذهب إلى دكانه كعادته وعاد إلى بيته في المساء ،وما أن فتح باب البيت، حتى وجد زوجته الأولى تبكي بحرقة .
سأل الزوج زوجته الأولى عن سبب بكائها ، أخبرته أن زوجته الثانية قد أهانتها، بل وضربتها وطلبت من زوجها أن ينتقم لها، ويعوض لها عن تلك الإهانة التي أحدثتها زوجته الثانية .
فوافق الزوج وأحضر عصا كبيرة ، وأخرج الجرة المغطاة من غرفته، وبدأ يضربها فتهشمت الجرة ، وسقطت أجزاء الفخار على الأرض .
علمت الزوجة بالخدعة التي أوقعها فيها زوجها، وأخبرت زوجها في خجل شديد : يا زوجي العزيز الضرة مُرّة ولو كانت جرة .
ومنذ ذلك اليوم والناس تتناقل هذا المثل حتى يومنا هذا .