كان ياما كان في قديم الزمان ،وسالف العصر والأوان ،كان هناك زوجان سعيدان يعيشان بكل حب و وفاء و إخلاص، و كانت حياتهم مملوءة بالود والحب .
و زاد هذا الود بعد أن رزقهما الله تعالى بفتاة جميلة كانت هي مصدر سعادتهم ، و كانوا كل ما يفكران به هو مستقبل ابنتهم و سعادتها ، و كانت تُدعى هذه الفتاة الجميلة سندريلا .
و لكن القدر لم يكتب لهما بقاء هذه السعادة كثيراً ، فقد مرضت الأم مرضاً شديداً وعرضها الزوج على العديد من الأطباء ،ولكن جميعهم عجزوا عن اكتشاف علاج لهذا المرض .
فماتت الأم تاركة سندريلا الجميلة بدون أم تشفق عليها أو حتى ترعى أمورها و تربيها في بحب و حنان
ومن هنا بدأت معاناة الجميلة سندريلا ،فقد عانى الأب من مشقتين، مشقة أعباء الأب و مشقة أعباء الأم و التي زادت عليه بعد وفاتها .
فلما زادت الأعباء على كاهل الأب، قام الأب بإحضار مربية لسندريلا ، و لكن المربية
لم تقم بدور الأم بصورة كاملة .
فظل الأب يعانى و لم يجد حلا غير الزواج ولكنه للأسف لم يُحسن الاختيار، فتزوج امرأة أرملة ومعها بنتين كانت المرأة حقودة ولا تحب الخير للآخرين وكانت غيورة من كل شيء جميل .
كانت الزوجة الجديدة تكن الحقد و الكره لسندريلا منذ البداية ،لكونها أجمل من ابنتيها و لكنها لم تكن تُظهر حقدها هذا أمام أبيها، و كانت تتذمر منها كثيراً .
فإذا أحضر الأب هدية لسندريلا أو قام بالحديث معها في حديقة المنزل، كان الحقد يتسرب لقلب الأختين، فهما قبيحات من الداخل و الخارج .
ازدادت حياة سندريلا ألماً بعد عامين من الزواج عندما مرض الأب و مات ليترك سندريلا وحيدة بدون قلب يشفق عليها أو يعطيها الحب أو العطف و الحنان، فاستولت الزوجة الحقودة على منزل الأب وثروته وجعلت سندريلا مجرد خادمة تقضى لهم الأعمال المنزلية .
فكانت الأم و بناتها يرتدوا أفضل أنواع الحرير و سندريلا ترتدي الملابس البالية القديمة ،وكانوا ينامون على أسرة ناعمة و سندريلا كانت تنام بالمطبخ .
و كانوا يأكلون من أفضل أنواع الطعام و هي تأكل بقايا الطعام و فُتات الخبز ، فتحولت حياتها لجحيم لا يُطاق .
كانت سندريلا تحب كل شيء جميل الأزهار والورود والأشجار والعصافير وكل حيوانات الغابة ،وكان لها أصدقاء من الحيوانات في كل مكان .
كانت عندما تشعر بالحزن تتجه نحو اصدقائها الحيوانات وتحكي لهم وتسامرهم وتقضي وقتاً جميلاً معهم .
و ذات يوم سمعوا المنادي في البلاد و هو ينادى لحفلة سوف تقام في قصر الملك ،ليختار من بنات المدينة من تصلح لتكون شريكة حياته و أميرة للبلاد .
سمعت الزوجة وابنتها ما قاله المنادي ففرحتا جداً وقالت لهما أنهما سيكونان أول الواصلات للحفل ،فلن تفوت فرصة كهذه عليهن .
ترجت سندريلا زوجة أبيها لتأخذها معها للحفل و لكنها رفضت رفضاً تاماً و أعطتها تعليمات لتجهز بناتها لهذا اليوم
وألزمتها بكثير من العمل في المنزل يوم الحفل ،فلن تستطيع سندريلا أن تنهيه و تذهب بعده للحفل أبدا ً ،
فقامت سندريلا في يوم الحفل من السادسة صباحاً فجهزت الملابس للأختان و استمرت بالعمل حتى السابعة مساءً ، فنظرت الفتاتين لنفسيهما بعد التجهيزات و ارتداء الملابس المرصعة بالمجوهرات الثمينة فوجدا نفسيهما قبيحتان ، فقبح قلبيهما قد ظهر على وجوههما .
فخرجت الأم و بنتاها و قد تركوا سندريلا وحيدة بالمنزل ، فذهبت سندريلا إلى المطبخ تبكي وهى تشعر بألم الوحدة والجفاء التي تشعر به .
من كثرة الإجهاد والبكاء نامت المسكينة سندريلا و حين أفاقت من غفوتها رأت أمامها امرأة وقورة جداً، كبيرة السن وشعرها أبيض وبيدها عصا رفيعة طويلة .
ففزعت سندريلا فهدأت المرأة من سندريلا ،ثم قالت لها هل تريدين الذهاب للحفلة ؟
فنظرت سندريلا لملابسها في خجل وكأنها تقول في نفسها كيف أذهب بهذه الملابس ، فقالت المرأة لسندريلا إذهبى للحديقة و احضري لي أكبر قرع لديكم و احضري أصدقائك الفئران من جحرهم ، فأحضرت سندريلا ما طُلب منها العجوز الطيبة .
فقالت الساحرة للفئران : هل تودون مساعدة سندريلا الجميلة .
فقالوا لها : نعم فنحن نحبها كثيراً .
فقامت الساحرة بالإشارة بالعصا على القرع فأصبحت عربة جميلة و أشارت للفئران فأصبحوا
6 خيول أصيلة مُجهزة للعربة .
ثُم حضرت الحمامة صديقة سندريلا، وقالت وأنا أود مساعدتها .
فأشارت إليها الساحرة العجوز بالعصا فأصبحت سائق للعربة يرتدي ملابس منمقة ، ثم قامت بالإشارة إلى سندريلا فتبدلت ملابسها لفستان جميل مرصع باللآلئ والمجوهرات الثمينة و جوارب من الحرير وعقد من الألماس وحذاء من الزجاج الثلجي .
ففرحت سندريلا كثيراً و خرجت لحضور الحفل و لكن المرأة نبهتها أن كل شيء سيعود لأصله عندما تدق الساعة الثانية عشر فيجب أن تغادر الحفل فوراً قبل أن حلول الساعة الثانية عشرة .
ذهبت سندريلا إلى الحفل بالعربة التي تجرها الأحصنة الجميلة ،و عندما دخلت إلى القصر خطفت أنظار جميع من بالحفل .
من جمالها و روعتها وسحرها واطلالتها الرائعة، و بالطبع خطفت أنظار الأمير فأتى إليها وطلب الرقص معها
أمضت معه وقتاً ممتعاً ،وكان الأمير مذهولاً بجمالها وأحبها على الفور .
وأثناء الرقص دقت الساعة الثانية عشر، فأسرعت الجميلة سندريلا لتترك القصر قبل أن تعود لملابسها القديمة ويُفتضح أمرها .
فخرج وراءها الأمير ليسألها عن هويتها أو تقول له اسمها حتى ،ولكنه لم يتمكن من ذلك فقد غادرت مسرعة أمام عينيه .
ولكنها و هي تركض على سلالم القصر لتسرع إلى العربة خُلع الحذاء من إحدى قدميها .
فأخذ الأمير فردة الحذاء الثلجي و أمر مساعديه بالبحث عن صاحبة هذا الحذاء، و عادت سندريلا إلى منزلها يملأها شعور بالسعادة و تتمنى أن ترى الأمير مرة أخرى فقد أحبته وأحبت طيبة قلبه وأحبت هذه الحياة السعيدة للغاية في القصر .
في صباح اليوم التالي للحفل كانت المدينة تضج بالبحث عن صاحبة الحذاء الزجاجي، فقام مساعدي الأمير بجعل كل فتيات القرية يجربن الحذاء على أقدامهن حتى يجدوا صاحبة الحذاء .
وعندما ذهبوا لبيت سندريلا قامت الأختان بتجربة الحذاء فلم يكن مناسباً لهن .
ولكن أثناء لحظة خروج المساعد من المنزل رأى سندريلا فأرادت زوجة أبيها أن تمنعها عن تجريبها الحذاء على قدمها .
و قالت : هذه خادمة لا يمكن أن تكون قد حضرت الحفل .
ولكن المساعد قال لها على كل فتيات المدينة تجربة فردة الحذاء دون استثناء فهذا أمر ملكي ولا يجب تجاوزه .
فقامت الجميلة سندريلا بقياس فردة الحذاء فكان مناسباً جداً لها ، فاصطحبها مساعد الأمير إلى القصر .
وعند وصولها تفاجأ الأمير بها وسألها عن قصتها ،فروت له كل الحكاية وما حدث معها ،اعجب الأمير بها وبطيبة قلبها أكثر من قبل وطلب منها الزواج .
وافقت الجميلة وتزوجت الأمير وأصبحت أميرة للبلاد التي تتمتع بحب الجميع و بحياة سعيدة هانئة .