قصة رجل كعكة الزنجبيل

  مصنف: متفرقات - - 2892 0

يحكى أن سيدة كبيرة بالسن ، كانت ماهرة في خبز كعك الزنجبيل المميز ، على شكل دميات مختلفة الأحجام ، وكانت تتميز بمذاقها الرائع ، ورائحتها المميزة ، فكان يجتمع حولها جميع أطفال الحي ، لكي يتناولوا الكعك الشهي ، ويستمتعون بالشكل الجميل للدمى .

وكلما أعدت السيدة كعكة ، كانت تتركها بجوار النافذة ليبرد ، ثم تعود مرة أخرى لتجده قد أختفى ، وكانت تظن أن الأطفال يتناولونه ، وكانت سعيدة بذلك ، وفي يوم من الأيام استيقظت السيدة العجوز ، لإعداد كعكة الزنجبيل  ، وأخرجت الطحين والملح والماء والزنجبيل ، وبدأت في إعداد الكعكة وتشكيله من ثم وضعها داخل صينية الخبز ، وشكلتها على شكل دمية كبيرة الحجم .

ولكن تبقى جزء صغير من العجين ، فاضطرت لعمل كعكة من خبز الزنجبيل ، على شكل دمية صغيرة ، ووضعتها داخل الفرن ثم تركتها بجوار النافذة لتبرد .  فجاءت فراشة جميلة ، ذات أجنحة زرقاء لتتطلع إلى شكل كعك الزنجبيل الرائع ، وتستمتع برائحته العطرة ، ثم اقتربت الفراشة من كعكة الزنجبيل الصغيرة .

وهمست قائلة : هيا انهض لنمرح معا ، وبالفعل نهض كعكة الزنجبيل الصغير ة، وتطلع إلى الفراشة الجميلة .
وقال لها : هيا أريد أن نلعب معًا .
فطارت الفراشة من النافذة إلى الحديقة ، ثم تبعها رجل كعكة الزنجبيل الصغير ، بأقدامه الصغيرة التي ساعدته للقفز في كل مكان .

لما رأى الأطفال رجل كعكة الزنجبيل الصغير ، بشكله الجميل ورائحته الذكية ، أخذوا في القفز ورائه محاولين الإمساك به ، ليتناولوه  .

ولكن صرخت الفراشة قائلة : هيا أسرع يا صغير قبل أن يمسك بك الأطفال ، واستمر رجل كعك الزنجبيل الصغير في القفز ، مسرعًا بعيدًا عن الأطفال ، حتى وصوا إلى حديقة المنزل المجاور .

واستلقى رجل كعك الزنجبيل الصغير على الأرض متعبًا ، بينما يرتاح هو والفراشة سمعوا صوت نباح كلب يقترب اليهم ، فخافت الفراشة كثيرًا  .

وقالت : هيا أيها الرجل الصغير ، لقد شم الكلب رائحتك ويقترب منك ليتناولك ، فنهض رجل كعكة الزنجبيل الصغير ، مسرعًا في القفز وراء الفراشة .

ثم بدء الكلب يتبعهم ، حتى وصلوا لحافة البحيرة .
صاح رجل كعكة الزنجبيل : ماذا سأفعل لآن ، فأنا لا استطيع السباحة ؟ 
فقالت الفراشة : سأحملك على أجنحتي  ونطير .
قال رجل كعك الزنجبيل : كيف تحمليني على جناحك الرقيق فلن يحتملني ؟ 
قالت الفراشة : ثق بي سأستطيع حملك .

وفي أثناء الحديث كان هناك ثعلبًا ، يسبح ويلهو بالماء ويستمع للحديث .
فقال لرجل كعكة الزنجبيل : هيا اقفز على ذيلي ، وسأحملك للجهة الأخرى .
صاحت الفراشة : لا تصدقه أنه الثعلب المكار وسوف يأكلك  .
لكن رجل كعكة الزنجبيل قال لها : سأبقى على ذيله ، بعيدًا عن فمه فلن يستطع أن يلتهمني .

وبالفعل ركض على ذيل الثعلب ، وسبح معه في الماء ، وبدأ الثعلب يميل الذيل يمينًا ويسارًا ، ثم قال : أقفز على رأسي الآن الذيل يتمايل ، وقد يوقعك في الماء .

فقفز رجل كعكة الزنجبيل مسرعًا ، على رأس الثعلب ففتح الثعلب فمه  ، ليأكله ، وهو يقفز على رأسه فأسرعت الفراشة ، وحملته بجناحيها وآخذت تطير بعيدًا .

خاف رجل كعكة الزنجبيل الصغير ، 
وقال لها : أين يمكنني الاختباء ، والكل هنا يريد أن يلتهمني ؟ .
فقالت له : لا تقلق سوف أخذك الى مكانٍ آمن  

فطارت الفراشة وهى تحمله  ، حتى وصلت إلى جزيرة صغيرة ، مليئة بالأشجار في منتصفها بحيرة .

فقال لها رجل كعك الزنجبيل الصغير   : أين سنذهب ؟ .
فقالت له لقد حملت العديد من رجال وسيدات وأطفال كعك الزنجبيل ، الى هذا المكان وصنعوا منزلا ليسكنوا فيه ، بدلًا من أن يتناولهم الأطفال أو الحيوانات .

فنزل رجل كعك الزنجبيل الصغير ، على الجزيرة ، فوجد الكثير من أطفال كعك الزنجبيل ، يمرحون ويلعبون وسعد بأنه سوف ينضم لتلك الجزيرة الجميلة ، دون إزعاج من أحد ، وشكر رجل كعكة الزنجبيل الصغير  الفراشة ، على ما تفعله وودعها بحزن ، ولكنها وعدته بأنها ستأتى للعب معه قريبًا

error: النسخ ليس ممكناً