يعيش على أطراف الغابة كلب مريض إسمه الكلب ضعفان ، ليست له أسرة ولا أصدقاء ، كانت الحيوانات تنظر إليه باستهتار ، إذ لا فائدة ترجى من صداقته ، أو نفع يرجى من صحبته.
تقابل القرد والخرتيت يومًا أمام بيت الكلب ضعفان .
- مرحبًا أيها الخرتيت ماذا جاء بك لأطراف الغابة ؟
- كنت أمارس بعض الرياضة ، وأردت أن أخرج لأستنشق بعض الهواء في هذه المنطقة الخالية .
- حسنًا هذه فكرة جيدة .
- سمع الكلب ضعفان صوت القرد والخرتيت يتحدثان ، فخرج يستطلع الأمر … فلما رآه القرد قال : مرحبًا يا صديقنا الكلب .
- صاح الكلب فرحًا : مرحبًا أيها القرد الطيب .
- أما الخرتيت فلم يعط الكلب أي اهتمام ، بل إنه سأل القرد : لما تهتم بهذا الكلب المريض؟
- يا خرتيت هذا جارنا وأحد سكان غابتنا .
- إنه كلب ضعيف ومريض ولا يرجى منه فائدة .
- إن حسن الجوار أمر طيب ، وقد تحتاج إليه يومًا .
ضحك الخرتيت بشدة حتى اهتز جسده السمين وقال وهو يضحك : أنا أحتاج لهذا الكلب الضعيف ، ماذا جرى لعقلك الذكي أيها القرد؟ فرد عليهالقرد قائلاً : على كل حال لا يدري أحد ماذا سيحدث في المستقبل .
وعاد الخرتيت مزهوًا إلى بيته ، وبعد استراحة قصيرة خرج يمشي في الغابة فقابله الذئب، قال الخرتيت : توقف أيها الذئب هل تريد أن تضحك؟
- نعم هات ما عندك ، فقال الخرتيت معجبا بنفسه : هل تتوقع أني أنا الخرتيت القوي يمكن يومًا أن أحتاج لمساعدة من الكلب ضعفان؟
ضحك الذئب وقال وهو يشير إلى الخرتيت : أنت تحتاج إلى هذا الكلب الهزيل ؟ لا أظن ذلك أبدًا … وانصرف الخرتيت وكلما قابل حيوانًا أخذ يذكر له قصته مع القرد والكلب ضعفان والجميع يضحك مستهزئًا بالكلب .
وفي إحدى الليالي استيقظ الكلب ضعفان على صوت سيارة تقف على أطراف الغابة ، وسمع الصيادين يتبادلون الحديث : ما هو صيدكم المفضل اليوم ؟
- نريد أي نوع من الحيوانات .
- لا وقت لدينا ولا مكان إلا لنقل حيوان واحد أو اثنين ، ثم نأتي مرة أخرى.
- الأفضل لدينا اليوم أن نصطاد خرتيتًا ، فثمنه مرتفع لندرته .
- إذا كان لدينا وقت آخر فلنصطاد قردا ، حيث إنه مطلوب بشدة في الحدائق والسيرك .
قال الكلب ضعفان في نفسه : يجب أن أخبر جيراني الحيوانات بأمر هؤلاء الصيادين ، ولكن الوقت محدود جدّا ، إما أن أذهب إلى الخرتيت أو القرد.
خرج الكلب ضعفان من بيته فوجد الصيادين يتحركون في اتجاه بيوت الحيوانات ، فتوجه مسرعًا إلى بيت صديقه القرد ، وأيقظه من نومه وتوجه الإثنان بعيدا … وعندما جاء الصياد ومساعدوه المكلفون بصيد القرد لم يجدوه ، أما الخرتيت فكان يغط في نوم عميق ، وعندما استيقظ وجد نفسه في شباك الصيادين ، الذين حملوه على سيارتهم وهو حزين منكسر .
وفي الصباح استيقظت الحيوانات على خبر صيد الخرتيت وتساءلوا فيما بينهم .
قالت الغزالة: لقد هاجم الصيادون الغابة بالأمس .لقد كانوا يريدون خرتيتًا وقردًا .
- لقد اصطادوا الخرتيت وماذا منعهم من صيد القرد ؟
- لقد أخبره صديقه الكلب ضعفان قبل مجيء الصياد بلحظات .
توجهت الحيوانات إلى بيت الكلب ضعفان يطلبون صداقته ووده .
قال القرد : ألم أقل لكم لا تستهينوا بالضعيف فقد تأتيك فائدته من حيث لا تدري.
***
المؤلف/عبدالله محمد عبدالمعطي