قصة القاضي عدلان

  مصنف: قصص حيوانات - - 2820 0

قرر الأسد سمحان ملك الغابة أن يتخذ وزيرًا كي يساعده في أمور الغابة ، فاجتمع بالحيوانات وقال : من منكم يوافق أن يصبح وزيرًا لي؟

قال الفيل : هذه مسؤولية كبيرة يا ملك الغابة .

قالت الزرافة : أنت في حاجة إلى حيوان مخلص .

قال الثعلب : أنا مستعد للمساعدة فإن أردت الكفاءة فهي مهنتي .

قال النمر : أنا قوي ويمكنني مساعدتك .

خاف الأسد سمحان من قوة النمر وقرر أن يتخذ الثعلب وزيرًا ، وأعلن بين الحيوانات أن الثعلب هو وزيره ونائبه في الغابة ، ومن يومها لم يعد الأسد يرى شؤون الحيوانات بنفسه ، فكان يجلس في عرينه ، ويستمع إلى أخبار الغابة من الثعلب ، والأسوأ أنه كان لا يتحقق من هذه الأخبار .

كان الثعلب يستعدي الأسد على الحيوانات ، وينقل إليه أخبارًا كاذبة ، ويُعرّض الحيوانات للعقاب كذبًا وظلمًا ، فبعض الحيوانات أكله الأسد عقابًا له ، وآخرون طردهم من الغابة ، وإنتشر الظلم واشتكت الحيوانات إلى الأسد من كذب الثعلب وخداعه، واستدعى الأسد الثعلب وأخبره بشكوى  الحيوانات.

فقال الثعلب : عندي إقتراح يحل المشكلة .

الأسد:ما هو ؟

الثعلب:أن تجعل قاضيًا للغابة تحيل إليه مشاكل الحيوانات ؟

الأسد:هذا إقتراح عظيم ، ولكن من يكون هذا القاضي ؟

الثعلب:إنه الذئب .

الأسد:الذئب ؟

الثعلب:نعم ، إنه خبرة في القضاء .

وبعد عدة أيام ذهب الفيل إلى الثعلب وقال : يا وزير الغابة سمعت أنك تريد قاضيًا .

الثعلب:لقد إخترناه.

الفيل:من؟

الثعلب:الذئب ، ألا تراه يلبس ملابس القاضي؟

الفيل:كيف ؟ إن الحصان عدلان هو أصلح القضاة ، لقد عمل مع قاضي المدينة من قبل ، وكان يحضر مع جلسات القضاء .

الثعلب:لقد إخترنا الذئب ولن نغير قرارنا .

كانت الشكاوة تأتي إلى الأسد فيحولها إلى الذئب القاضي ، أما الذئب فكان ينتظر ما يمليه عليه الثعلب فيحكم به ، وهكذا لم يتغير شيء في الغابة وإستمر الظلم بل وزاد …

وذات مساء قال الأسد للثعلب : ما زالت الحيوانات تشكو أيها الثعلب .

الثعلب:ماذا أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك ؟إنهم لا يرضون بحكم القاضي ، لم يرد عليه الأسد ، وأخذ يفكر في الأمر ، ثم قال في نفسه : لا بد أن أتبين الأمر بنفسي ، وفي اليوم التالي تخفى الأسد وراء الأشجار كي يراقب تصرفات الثعلب مع الحيوانات ، وتأكد من ظلم الثعلب فقرر أن يعزله ويحاسبه على أفعاله .

فاستدعاه الأسد وقال: لقد رأيت كل شيء بنفسي ، وسوف تذهب إلى القاضي كي يحكم في أمرك .

الثعلب:أي قاض؟أرجوك لا أريد الذئب ، فإنه لا يحسن القضاء .

الأسد:الآن عرفت أنه لا يحسن القضاء . ومن تريد أن يحاكمك ؟

الثعلب:الحصان عدلان .

قال الأسد : لن يحكم عليك إلا الذئب .

ووقف الثعلب أما الذئب وكل الحيوانات حاضرة وقال له : أيها  القاضي أحكم بالعدل .

الذئب:أي عدل تقصد ، لا أعرف إلا ما تمليه علي ،، ولكنك الآن متهم ، وكل الغابة غاضبة عليك ويجب أن أرضيهم بالعدل أو الظلم وإلا إنكشف أمري .

الثعلب:كيف؟

الذئب:لن يرضيهم إلا التخلص منك ، وهكذا تشرب كأس الظلم كما سقيته للآخرين …وأصدر الأسد قرارًا بتعيين الحصان عدلان قاضيا للغابة ، فشعرت الحيوانات بالعدل ، ولم تعد الشكاوي تأتي للأسد ، واجتهدت الحيوانات في  عملها ، وازدهرت الغابة وشعر الجميع بالسعادة .

فقال الأسد للفيل يومًا : الآن أشعر بالراحة ، لقد إستقرت أمور الغابة .

قال الفيل : العدل أساس الملك يا ملك الغابة .

***

المؤلف/عبدالله محمد عبدالمعطي

error: النسخ ليس ممكناً