قصة الخروف الذكي

  مصنف: قصص حيوانات - - 5513 1

ذات صباح وقف الكلب ينتظر صديقه الخروف الذي سيأتي لزيارته ، وكم كان الكلب سعيدًا بهذه الزيارة ، وبدأ يتذكر تلك الأيام الجميلة التي قضاها مع هذا الخروف عندما كان يحرسه وأخواته (قطيعه) منذ سنين ، وكم كان الكلب يحسن حراستهم والخرفان بدورهم يحسنون صحبتهم ويطعموه ألذ الطعام ، لقد كانت أيامًا جميلة ، وقطع عليه ذكرياته صوت صديقه الخروف : السلام عليكم أيها الكلب الوفي .

– وعليكم اسلام

– مرحبا بصديقي الخروف أنا سعيد جدّا بزيارتك  .

– أشكرك يا صديقي الكلب الوفي ، لقد سررت كثيرًا عندما علمت أنك تعيش قريبًا من الأرض التي نرعى فيها ، وقررت أن آتي لرؤيتك والاطمئنان عليك .

– شكرا لوفائك يا صديقي الخروف .

لا أنسى أبدًا أيها الكلب تلك الأيام الجميلة التي عشناها معا وكنت تحرسنا من الذئاب .

– هذا واجبي كنت أؤديه ، وكم كنت حزينًا لفراقكم عندما انتقلت أنت لراعٍ آخر .

– هذا حال الدنيا .

– دعني أريك البيت الذي أعددته لك كي تستريح فيه .

سار الصديقات يتبادلان الحديث حتى وصلا إلى البيت الذي سينزل فيه الخروف ضيفًا على الكلب ، وهناك أخبره الكلب أنه قد أحضر له الحشيش اللازم لطعامه ،شكر الخروف صديقه الكلب وقال : ومن هم جيراني يا ترى لعلي أتعرف عليهم .

 

– يسكن في البيت المجاور حمار لطيف .

– حسنًا .

– أما البيت المقابل فيسكن فيه ذئب ، لا تخش منه فقد أخبرته أنك ضيفي ولن يمسك بسوء .

– هل أنت متأكد ؟

– بكل تأكيد فقد هددته إن أكلك إني سوف أعاقبه .

– ارتجف قلب الخروف وقال في نفسه : شيء عظيم ، بعد أن يأكلني سوف يعاقبه ، وماذا أستفيد بعد ذلك ؟

جلس الخروف يفكر ويحدث نفسه قائلاً : إني لا أريد أن أزعج صديقي الكلب كما أني في خطر محقق من هذا الذئب … قال الخرف ونظر من شباك البيت فوجد الذئب ينظر نحوه ويسيل لعابه ، فعلم أن الذئب ينوي أكله وافتراسه ولا يخشى من تهديد الكلب …ومن ساعتها حرص الخروف أن يحكم إغلاق الأبواب والشبابيك حتى لا يستطيع الذئب الدخول إليه .

وفي الليل سمع طرقًا شديدًا على الباب .

– من بالباب ؟

– أنا جارك جئت لتحيتك والسلام عليك .

– أين الجيران أنت ؟

– أنا جارك المقابل .

– الذئب .

– نعم .

– تعال في الصباح بصحبة الكلب .

أنا على عجلة من أمري أريد زيارتك ألآن .

الليل للنوم أما الزيارة  فتكون في الصباح .

انصرف الذئب وهو يفكر كيف يفترس هذ ا الخروف السمين ، فمنذ فترة لم يظفر بخروف جيد مثل هذا ، وقرر ألا يفلت منه هذا الخروف وليفعل الكلب ما يشاء … وفي الوقت نفسه جلس الخروف يفكر في حيلة كي ينجو بها من الذئب  ولا يزعج صديقه الكلب …

في الصباح ذهب الخروف إلى السوق واشترى غطاء يشبه جلد النمر وأخذ يتعرف على بيوت الحيوانات في المكان المجاور ، فعلم الخروف أن بيت النمر قريب منه جدًّا .

وفي الليل جاء الذئب مرة ثانية فوجد الباب مغلقًا فقرر القفز من سطح البيت إلى داخله كي يفترس الخروف ، ولما شعر الخروف بدخوله غطى نفسه بجلد النمر واستجمع شجاعته كي يواجه الذئب .

دخل الذئب إلى داخل البيت فلما رأى الخروف المغطى بفرو النمر حسبه نمرًا حقيقيًّا فارتعد خوفًا وقال : أليس هذا بيت الخروف ؟

– ماذا ترى أمامك خروفًا أم نمرًا ؟

– آسف جدّا أيها النمر القوي ، أرجو المعذرة ، إذن أين الخروف ؟

– إنه في أول بيت في هذا الشارع .

– نعم فهمت ، لقد جئت أيها  النمر إلى هذا البيت وذهب هو مكانك .

-هذا ما حدث بالفعل .

انطلق الذئب الجائع إلى بيت النمروهو يحسب أن الخروف السمين موجود

فيه ، وقفز إلى داخل البيت وهو يمني نفسه بأكلة شهية مشبعة ، وإذا به يجد النمر الحقيقي ..غضب النمر غضبًا شديدًا وأمسك بالذئب وسأله : كيف تدخل بيتي ليلًا بغير إذني ؟

تلعثم الذئب وقال وهو يرتجف من الخوف : لقد أخبرني النمر الآخر أن الخروف موجود هنا وأنا جائع جدًّا .

– وأنا أيضًا جائع جدًّا ولم أخرج للصيد في صباح اليوم .

– ماذا تعني؟؟؟

– أعني أنك طعامي الليلة ، ولن أخرج أيضًا في صباح الغد .

– ولكن ..

لم يكمل الذئب كلامه حتى هجم عليه النمر وافترسه ..وفي الصباح جاء الكلب يزور ضيفه الخروف وقد علم بقصة افتراس النمر للذئب ، فقال للخروف : لا أعلم لماذا ذهب الذئب إلى بيت النمر ليلًا ؟

– ربما تعرف السبب بعد ذلك . المهم أني سأودعك الآن لألحق بالراعي فقد تأخرت عليه ، مع السلامة يا صديقي الكلب .

– في أمان الله يا صديقي الخروف .

 

المؤلف: عبد الله محمد عبد المعطي

error: النسخ ليس ممكناً