قصة الخرتيت حلمان

  مصنف: قصص حيوانات - - 1931 1

القرد لبيب والخرتيت حلمان يعيشان في بيتين متجاورين منذ الطفولة ، كان يجمعهما اللعب صغارًا ، ويتزاوران كبارًا . ذهب القرد لبيب ليزور صديقه الخرتيت حلمان فوجده ثائرًا غاضبًا ، ويخرج من بيته ويعود حاملاً أكوامًا من الحطب .

  • خيراً يا خرتيت حلمان .
  • عفوًا يا قرد لبيب ، أنا مشغول جدًا اليوم .
  • فيم إنشغالك ؟ وما هذه الكومة الكبيرة من الحطب ؟ هل ستصنع طعامًا لضيوف قادمين إليك اليوم ؟
  • لا طعام ولا ضيوف ، ولكني سوف أحرق بيت الزرافة .
  • الزرافة جارتنا ؟
  • نعم .
  • لماذا ؟
  • لقد حلمت أثناء نومي فرأيت الزرافة تحمل نارًا وتأتي بها إلى بيتي .
  • وماذا فعلت بعد ذلك ؟
  • لقد سألت الثعلب فقال لي : إنها تنوي أن تحرق بيتك ، ونصحني أن أقض عليها قبل أن تفعل ذلك .
  • أيها الأحمق ، تريد أن تقتلها وأطفالها لمجرد حلم رأيته وفسره لك الثعلب الماكر.
  • ماذا تريدني أن أفعل ؟
  • لو تعرضت لها بأذية سوف أشكوك إلى الأسد .
  • تشكوني للأسد وأنا صديقك وجارك ؟
  • وهي أيضًا جارتي ، ولن أدعك تظلمها وتعتدي على بيتها .

خاف الخرتيت حلمان أن يؤذي الزرافة فيعاقبه الأسد ، فلم يقدم على إحراق بيت الزرافة ، ولكنه أخذ يراقبها ، ليرى منها أي إستعداد لإشعال النار في بيته . لم يلحظ الخرتيت أي إستعداد أو نية من الزرافة لفعل أي شيء ، فلم تجمع حطبًا أو غيره فقال لنفسه : لعلها سوف تفعل هذا ولكن بعد بعض الوقت . ذهب القرد لبيت إلى صديقه الخرتيت حلمان وقال : لم يحترق بيتك يا خرتيت حلمان .

  • حقًا ، ولكن مازلت أحترس .
  • إحترس كما تشاء ولكن لا تعتدي .
  • عادت الأمور بين القرد لبيب وصديقه الخرتيت حلمان إلى سابق عهدها وصارا يلعبان ويتزاوران .

إنقطع المطر لفترة ، وجفت البحيرات العذبة في الغابة ، أصدر الأسد أمرًا يدعو الحيوانات لإجتماع  للتشاور في أمر الماء .

قال الحصان : إن سكان المدينة المجاورة للغابة قد حفروا عدة آبار وظهر منها الماء ، إن مستوى الماء قريب من سطح الأرض .

قال الفيل : هذه فكرة ممتازة ، ما رأيكم أن نفعل مثلهم ؟

قال الأسد : على كل أربعة أو خمسة حيوانات متجاورين أن يحفروا بئرًا مشترك بينهم يتعاونون في حفرها وينتفعون فيها معًا .

وفي اليوم التالي إستيقظ القرد لبيب مبكرًا وحضرت الزرافة والفيل والغزالة وبدؤوا في الحفر .

قالت الزرافة : أين جارنا الخرتيت .

قال القرد لبيب: سوف أذهب له .

ذهب القرد لبيب إلى الخرتيت حلمان فوجده قد إستيقظ من النوم لتوه  فقال : هيا أيها الخرتيت ، إن الجيران مستعدون لحفر البئر .

  • لن اشترك معكم .
  • لماذا ؟ ألن تشرب من هذه البئر ؟
  • لقد حلمت بالأمس أن بئرًا كبيرا قد تفجرت بجوار بيتي . فلماذا أتعب نفسي؟
  • يا خرتيت حلمان لقد نمت عطشان فحلمت ببئر الماء ، ولكن لا بئر سوف تتفجر ولا ماء سوف يخرج .

إذهبوا أنتم للحفر ، ولن أشارككم في الحفر أو الشرب .

  • لك ما تشاء .

إجتهدت الحيوانات في الحفر ، وبدأ الماء في الظهور ففرحوا فرحًا شديدًا ، وأخذوا يشربون ويسقون أطفالهم .

أما الخرتيت فمرعليه يوم ويومان ولم يعد له صوت يسمع .

ذهب القرد والفيل يتفقدانه فوجداه ينام في حالة إعياء شديدة .

  • ما بك يا خرتيت؟

رد الخرتيت في صعوبة بالغة وقال : لم أشرب منذ يومين .

  • لماذا ؟
  • لم يتفجر بئر الماء الذي رأيته في الحلم .
  • ضحك الفيل وقال : يا خرتيت حلمان إننا يجب أن نبني حياتنا على الواقع وليس على الأحلام …

***

المؤلف/عبدالله محمد عبدالمعطي

error: النسخ ليس ممكناً