قصص 20 دقيقة – توتي توتي https://totitoti.arabwalls.com كان ياما كان ... قصص من كل زمان ومكان Mon, 25 May 2020 09:27:22 +0000 ar hourly 1 https://totitoti.arabwalls.com/wp-content/uploads/2018/09/cropped-blackberries-32x32.jpg قصص 20 دقيقة – توتي توتي https://totitoti.arabwalls.com 32 32 قصة الملـك عجيب https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%80%d9%83-%d8%b9%d8%ac%d9%8a%d8%a8/ Sat, 28 Mar 2020 13:27:29 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4985 قصة هدايا فيروز https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%8a%d8%a7-%d9%81%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%b2/ Sat, 28 Mar 2020 10:50:14 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4953 قصة عبد الله البري وعبد الله البحري https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%b1%d9%8a/ Sat, 29 Feb 2020 19:10:10 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4783 قصة عصفور وجرادة https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%b9%d8%b5%d9%81%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d8%af%d8%a9/ Sat, 29 Feb 2020 18:02:31 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4708 صناع الاحذيةيُحكى أنّ أسكافيًا فقيرًا اسمه “عصفور” كان يعيش في مدينة بغداد القديمة. وكانت له زوجة اسمها “جرادة”، تُذكّره كل يومٍ بفقره وعجزه عن توفير حياة مريحة لها. وذات يومٍ، رأت جرادة وهي تتجوّل في السوق، سيدةً ترتدي ملابس فاخرةً وتتجمّل بالحلي من ذهب وماس ولؤلؤ وحولها مجموعة من الخادمات الجميلات. وسألت عن المرأة فقالوا لها: إنّها زوجة رئيس المُنجّمين عند الملك. وسألت مرة ثانية: وماذا يفعل المنجّم؟ فقالوا لها: يتطلّع إلى النجوم في السّماء ثم يتنبّأ بما سيحدثُ في المستقبل ويقرأ أفكار الناس، ويعرف أماكن الأشياء المفقودة. قالت جرادة لنفسها: ولماذا لا يصبح زوجي “عصفور” مُنجّمًا حتى أصبح غنيةً كهذه السيدة؟! وأسرعت إلى المنزل. رأى الإسكافي وجه زوجته المتلهّف فسألها: ماذا حدث يا عزيزتي؟ فأجابت بغضبٍ: لماذا اخترت مهنة الإسكافي التافهة؟ هل ستظل طول حياتك تصلح الأحذية؟ لماذا لا تصبح مُنجّما فتربح مالاً كثيرًا فينتهي فقرنا وجوعنا؟ صاح عصفور: هل أنت مجنونة يا زوجتي؟ كيف أصبح مُنجّمًا وأنا لا أعرف شيئًا عن النّجوم؟! قالت الزوجة: كفى كلامًا… إذا لم تعمل من الغد مُنجمًا، فسأعود إلى منزل أسرتي ولن أعيش معك بعد اليوم! احتار الأسكافي في ما يفعل.. إنّه يحب زوجته ولا يريد أن يفقدها. لكن كيف يصبح مُنجّمًا؟؟ أمّا الزوجة التي تحلم بالثراء، فقد جمعت له بعض الكراريس القديمة واستعارت سجادة صغيرة من بيت والدها، وقالت: هذا كل ما تحتاج إليه لتصبح مُنجّما. وألحّت عليه ليجلس بين المُنجّمين في السوق. فذهب ونفّذ ما تريد. كانت زوجة السلطان تنتظر مولودها الأول، وذهبت لتشتري ملابس للطفل، فرأت “عصفورًا” يجلس وحده، فأرسلت خادمتها لتستفسر منه عن صناعته. ولمّا علمت أنه مُنّجم جديد أرسلت إليه دينارا مع الخادمة وسألته: هل المولود الذي تنتظره السّلطانة ذكر أم أنثى؟ فرح عصفور بالدّينار الذي يمسك به لأول مرة في حياته! ثم صار يُقلّب في كراساته، ويعضّ شفته وهو ساكت لا يتكلّم. وقال في نفسه: سأجيبها بأسلم إجابةٍ، قد يخطئ نصفها ولا تخطئ كلّها. إذا قلتُ إنها ستلد ولدًا فقد تلد بنتًا، وان قلت بنتًا فقد تلد ولدًا. أمّا إذا قلت إنّها ستلد ولدًا وبنتًا، فإن نصف إجابتي فقط ستكون مخطئةً سواء وُلدت ولدًا فقط أو بنتًا فقط، أو ولدين أو بنتين، وستكون إجابتي صحيحةً إذا ولدت ولدًا وبنتًا. لذلك رفع وجهه إلى السماء وهز رأسه وقال: ولد وبنت ليس كمثلهما في الأرض أحد. أسرعت الجارية وأخبرت السلطانة بإجابة “الشيخ عصفور المُنجّم”. وقبل أن يطلع الصباح كانت السلطانة قد ولدت ولدًا وبنتًا كما قال “عصفور” المًنجم ، وامتلأ القصر بالفرح والإبتهاج. وفي اليوم التالي، أرسلت السلطانة مع بعض خدمها بغلةً وملابس فاخرة، وألف دينار هدية للمنجم عصفور، وطلبت إليهم أن يبحثوا عنه ويسلّموه الهدية ويحضروه إلى القصر لتشكره على أنّه بشّرها بهذا الميلاد المُبارك. أمّا عصفور المنجم، فما إن تركت الجارية الدينار في يده وانصرفت، حتى جمع الدفاتر والسّجادة وهرب إلى البيت، وقال لزوجته: “لقد أخذتُ اليوم دينارًا، لكنّي كذبت على زوجة السلطان. غدا ينكشف كذبي ويشنقونني. خُذي هذا الدينار، وإذا جاء أحد يطلبني فقولي إنني لستُ هنا وأعطيهم دينارهم ليذهبوا عنّا. وبات عصفور مهمومًا حزينًا، يفكّر فيما يمكن أن يحدث له في الغد. وفي الصباح، أقبل خدم السلطان يسألون عن المُنجم الجديد. فسمعهم عصفور وقد امتلأ قلبه رعبًا وقال لإمرأته: هذه نتيجة مشورتك! تقولين لي إعمل مُنجمًا، ولا تتدبرين العواقب!! اذهبي قابليهم إذن، وخذي أنتِ الصفع والركل! قولي لهم إني رجل مجنون، لا أدري ما أقول. ثم أسرع واختبأ داخل الدار. لما فتحت الزوجة الباب قال لها خدم السلطان: زوجة السلطان تطلب المنجم عصفور. فتظاهرت الزوجة بالمذلّة والمسكنة وقال لهم: هو رجل مسكين مجنون، لم يكن يدري ما يقول، خذوا الدينار وسامحوه! فقال لها رئيس الخدم، وهو لا يفهم معنى قولها: إنّك أنت المجنونة يا امرأة! السلطانة ترسل له معنا ألف دينار وبغلة وملابس غالية. دعيه يخرج ليأخذها ويذهب معنا. صارت المرأة تصرخ بأعلى صوتها وكأنّما أصابها مس من الجنون: الثّروة وصلت يا عصفور… السلطانة أرسلت لك ألف دينار وبغلة! فقال عصفور من مخبأه: سأكون أنا البغل إن صدّقتُ أنا هذا الكلام. عندها أمسكت جرادة زوجها من ملابسه وجرّته جرًا إلى الباب، وهي تقول لخدم السلطانة: هذا هو المُنجّم عصفور. فأخذوه إلى الحمّام وألبسوه الملابس الجديدة وأركبوه البغلة، وأعطوه الألف دينار في كيس كبير وضعه أمامه على ظهر بغلته. سار عصفور وخلفه جمعٌ كبير، يغنّون ويرقصون. وهكذا بين يومٍ وليلةٍ، أصبح الشيخ عصفور أشهر مُنجّمٍ في المدينة. حدث في اليوم التالي أن كان السلطان يتناول الطعام في حديقة قصره. وعندما قام ليغسل يديه فوق البركة، كان في إصبعه خاتم السلطنة، وبه ماسة قيمتها ألف دينار، فنسي الخاتم على حافة البركة، فجاءت بطة عرجاء وبلعت الخاتم. وكان للسّلطان خادم صغير، شاهد البطّة وهي تبتلع الخاتم، لكنه لم يذكر شيئًا عن ذلك عندما سأل السلطان عن خاتمه. كان الخادم يريد أن ينتظر بضعة أيامٍ حتى تهدأ ضجّة البحث عن الخاتم، ثم يذبح البطّة ويأخذ الخاتم. أمر السلطان بإحضار المُنجّمين وأخبرهم أنّ خاتم السلطنة فقد وأنه سيعطي ألف دينار لمن يرشد إليه، فهو عزيز عليه جدًا، وقد ورثه عن أبيه وجدّه. ولما لم يعرف المُنجّمون مكان الخاتم، طلب السّلطان أن يحضر له الخدم مُنجّم السلطانة. خاف عصفور عندما رأى خدم السلطان، وجفّ ريقه، وقال لزوجته: إن كانت الصّدفة أنقذتني في المرة السابقة، فهل ستنقذني الصدفة هذه المرة؟ وخشيَ أن يشنقه السلطان إذا ظهر كذبه. شجّعته زوجته على استخدام الحيلة والذّكاء، فقد تخدمه الصدفة هذه المرة أيضًا. فقال لها: إذا خانتني الحيلة والذكاء سأخبرهم أنك السبب في تظاهري بالحكمة والمعرفة، وسأجعلهم يعطونك النّصيب الأكبر ممّا أستحقه من الصفع والركل. ثم اتّجه إلى قصر السلطان ودخل قاعة الإنتظار حتى يأذن له السلطان بالدخول. وكان على نوافذ القاعة ستائر من حرير، منقوش عليها رسوم لبعض الطيور والحيوانات من بطٍ وحمامٍ وغزلان وأرانب وغيرها. وكان عصفور يُفّكر في أمره، وأخذ يحدّق إلى الستائر ويهز رأسه. في هذه اللحظة، تسلّل الخادم الذي كان قد شاهد البطة ليراقب الشيخ عصفورًا، وقد سمع عن قصّته مع السلطانة وبراعته في معرفة الأشياء. ولما رأى عصفورًا يحدّق إلى الستائر، اضطرب قلبه وقال في نفسه: هذا المنجم البارع يحدّق إلى رسم البطة فوق الستار! لقد عرف أنّها هي التي بلعت الخاتم وسيعرف أنّني شاهدتها وهي تبلعه، وأخفيت ذلك، وسيخبر السلطان فيشنقني! دفع الخوف الخادم فاقترب من عصفور وهو مضطرب ورجاه ألاّ يقول عنه شيئًا للسلطان.. وقال:لقد خشيت أن أذكر للسلطان أن البطة العرجاء بلعت الخاتم من فوق حافة البركة عندما كان يغسل يديه ونسي الخاتم هناك. فقال عصفور للخادم: لقد عرفتُ الحقيقة كلها من النجوم، ولو لم تعترف لي...]]> باب بعثة كسرى لبرزويه إلى بلاد الهند في طلب كتاب كليلة ودمنة https://totitoti.arabwalls.com/%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d8%a8%d8%b9%d8%ab%d8%a9-%d9%83%d8%b3%d8%b1%d9%89-%d9%84%d8%a8%d8%b1%d8%b2%d9%88%d9%8a%d9%87-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%86%d8%af-%d9%81%d9%8a/ Wed, 19 Feb 2020 13:30:56 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4315 قصص القصورقال بزرجمهر في ذلك: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى خلق خلقه أطواراً برحمته ومنّ على عباده بفضله ورزقهم ما يقدرون به على إصلاح معايشهم في الدنيا وما يدركون به استنقاذ أرواحهم من أليم العذاب. فأفضل ما رزقهم ومنّ عليهم به العقل الذي هو قوةٌ لجميع الأحياء. فما يقدر أحد منهم على إصلاح معيشةٍ ولا إحراز منفعة ولا دفع ضر إلا به وكذلك طالب الآخرة المجتهد على استنقاذ روحه من الهلكة. فالعقل هو سبب كل خير ومفتاح كل رغبة وليس لأحد غنىً عنه. وهو مكتسب بالتجارب والآداب وغريزة مكنونة في الإنسان كامنة ككمون النار في الحجر والعود لا تُرى حتى يقدحها قادح من غيرها. فإذا قدحها ظهرت بضوئها وحريقها. كذلك العقل كامن في الإنسان لا يظهر حتى يظهره الأدب وتقويه التجارب، فإذا استحكم كان هو السابق إلى الخير والدافع لكل ضر. فلا شيء أفضل من العقل والأدب. فمن منّ عليه خالقه بالعقل وأعان هو على نفسه بالمثابرة على أدب والحرص عليه سعد جده وأدرك أمله في الدنيا والآخرة. وقد رزق الله ملكنا هذا السعيد الجد أنو شروان من العقل أفضل الرزق ومن النصيب أجزله وأعانه على ما رزق من ذلك بحسن الأدب والبحث عن العلم وطلب التفسير لجميع علوم الفلسفة والاستنباط عما غاب، والتخير للصواب مما ظهر، فبلغ في ذلك ما لم يبلغه ملك قط ممن كان قبله من الملوك. وكان فيما يطلب من العلم ويبحث عنه أنه بلغه أن كتاباً من كتب الهند عند ملوكهم وعلمائهم نفيس مخزون وهو أصل كل أدب ورأس كل علم والدليل على كل منفعة ومفتاح طلب الآخرة والعمل للنجاة من هولها والمقوي لما يحتاج إليه الملوك لتدبير ملكهم ويصلحون به معايشهم وهو كتاب كليلة ودمنة. فلما تيقن ما بلغه عن ذلك الكتاب وما فيه من منافع تقرية العقل والأدب لم يطمئن بالاً ولم يسكن حرصاً على استفادته والنظر فيه وفي عجائبه. وكان رجلاً عاقلاً أديباً. فسأهل أهل مملكته أن يختاروا رجلاً عاقلاً أديباً عالماً ماهراً بالفارسية والهندية حريصاً على العلم مجتهداً في استكمال الأدب مثابراً على النظر والتفسير لكتب الفلسفة فيؤتى به. فطلب الرجل حتى ظفروا به فأتي برجل شاب جميل ذي حسب كامل العقل والأدب، صناعته التي يعرف بها الطب وكان ماهراً بالفارسية والهندية يسمى برزويه. فلما دخل عليه سجد له ثم قام مكفّراً فقال له الملك: يا برزويه إني قد اخترتك لما بلغني عن فضلك وعقلك وحسن أدبك وحرصك على طلب العلم حيث كان. وقد بلغني عن كتاب للهند مخزون بخزائنهم. وقصّ عليه قصته وأخبره بما بلغه عنه وعظيم رغبته فيه وأمره بالجهاز للخروج في طلبه وأن يتلطف بعقله ورفقه وحسن أدبه لاستخراج ذلك الكتاب من خزائنهم ومن قبل علمائهم إما مكتوباً بالفارسية فيستنقذه له هو وغيره من الكتب التي ليست في خزائنه ولا في ملكه. وأمر أن يحمل معه من المال ما أراد، فإن نفذ قبل أن يصير إلى حاجته كتب إليه ليمدّه من المال ما أحب وإن كثر. وقال: لا تقصّر في طلب كل علم فليست النفقة عوضاً من الفائدة ولو أحاط بجميع ما في خزائني. وأمر المنجمين أن يتخيروا له يوماً يسير فيه وساعة صالحة. فخرج وحمل معه من المال عشرين ألف دينار. ولما قدم برزويه على أرض ذلك الملك وتخلل مجالس الأسواق وسأل عن قرابة الملك والأشراف وعن العلماء والفلاسفة جعل يغشاهم في منازلهم ويتلقاهم بالتحية والمساءلة على باب الملك ويخبرهم أنه رجل غريب قدم بلادهم في طلب العلم والأدب، وأنه محتاج إلى معونتهم على ما طلب من ذلك ويسألهم إرشاده إلى حاجته. ومع شدة كتمانه لما قدم له لم يزل في ذلك زماناً طويلاً يتأدب بما هو أعلم به ويتعلم من العلوم ما هو ماهر فيه. واتخذ لطول إقامته إخواناً كثيرين من أهل الهند من الأشراف والسوقة ومن العلماء وأهل كل صناعة واختص من جماعتهم رجلا يسمى أدويهْ وجعله صاحب سره ومشورته لما ظهر له من حسن علمه وفضل أدبه وصحة إخائه ومحض مودته. وكان يستشيره في جميع الأمور إلا أنه كان يكتمه الأمر الوحيد الذي يعنيه. وكان يألوه باللطف لينظر هل يراه موضعاً لإطلاعه على سره. فلم يزل يبحث عن ذات نفسه حتى وثق به وعرف أنه لما استودع من السر موضع وفيما طلب منه مجمّل وبما سئل مشفّع وفيما استعان به عليه مجتهد، فازداد له إلطافا. وكان إلى ذلك اليوم الذي رجا أن يكون قد بلغ فيه حاجته قد أعظم النفقة مع طول الغيبة في استلطاف الأصدقاء ومجالستهم على الطعام ومنادمتهم على الشراب لطلب الثقات منهم. فلم يطمئن لأحد ممن آخاه إلى لصديقه الذي ذكرناه. وكان ممك حكّم به برزويه صديقه ذلك والذي رد عليه وكيف فتّش عقله حتى وثق به واطمأن إليه أن قال له وهما خاليان: يا أخي ما أريد أن أكتمك من أمري شيئاً فوق ما كتمتك. فاعلم أني لأمري ما جئت وهوغير ما تراه يظهر مني. والعاقل يكتفي من الرجل بالعلامات من نظره وإشارته بيده لكي يعلم سر نفسه وما يضمر في قلبه. قال له الهندي: إني وإن لم أكن بدأتك وأخبرتك بماله جئت وإياه طلبت وإليه قصت وإنك تكتم أمراً تطلبه وأنت مظهر غيره، فإنه لم يكن ليخفى عني ولكن لرغبتي في إخائك كرهت أن أواجهك به فإنه قد ظهر لي ما تكتم، وقد استبان لي ما أنت فيه وما تخفيه عني. فأما إذا فتحت الكلام فأنا مخبرك عن نفسك ومظهرر لك سريرة أمرك ومعلمك حالك الذي قدمت له. فإنك قدمت بلادنا لتسلبنا كنوزنا النفيسة فتذهب بها إلى بلادك لتسر بها ملكك. وكان قدومك بالمكر ومصادقتك بالخديعة ولكني رأيت من صبرك ومواظبتك على طلب حاجتك وتحفظك أن تسقط في طول مكثك عندنا بكلام يستدل به على سر أمرك فازددت رغبة في عقلك وأحببت إخاءك فلا أعلم أني رأيت رجلاً أرصن عقلاً ولا أحسن أدباً ولا أصبر على طلب حاجة، ولا أكتم للسر منك، ولا أحسن خلقاً ولا سيما في بلاد الغربة ومملكة غير مملكتك، وعند قوم لم تكن تعرف شيمهم وأمرهم. واعلم أن عقل الرجل يستبين في هذه الثماني الخصال: الأولى الرفق والتلطف، والثانية أن يعرف الرجل نفسه فيحفظها، والثالثة طاعة الملوك وأن يتحرّى ما يرضيهم، والرابعة معرفة الرجل موضع سره كيف ينبغي أن يطلع عليه صديقه، والخامسة أن يكون على أبواب الملوك أديباً حيّلاً ملق اللسان، والسادسة أن يكون لسره وسر غيره حافظاً، والسابعة أن يكون على لسانه قادراص فلا يفلظ من الكلام إلا ما قد تروّى فيه وقدّره فلا يطلع عليه إلا الثقة، والثامنة أن لا يتكلم إذا كان من المحفل عما لم يسأل عنه ولا يقول ما لم يستقينه ولم يظهر من الأمر ما يندم عليه....]]> قصة كبت الله الكافر وأخدمَ وليدة https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%83%d8%a8%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%b1-%d9%88%d8%a3%d8%ae%d8%af%d9%85%d9%8e-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af%d8%a9/ Wed, 15 Jan 2020 16:33:34 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4125 من قصص السيرة النبويةبعث الله إبراهيم  عليه السلام  وليس على وجه الأرض يومئذ مسلم فجرى عليه من قومه ما جرى وآمنت به امرأته سارة ثم أمن له لوط – عليه السلام – ومع هذا نصره الله ورفع قدره وجعله إماما للناس. ومنذ ظهر إبراهيم – عليه السلام – لم يعدم التوحيد في ذريته كما قال تعالى: { وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون } فإذا كان هو الإمام فنذكر شيئا من أحواله لا يستغني مسلم عن معرفتها. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( بينما إبراهيم عليه السلام ذات يوم و سارة ، إذ أتى على جبّار من الجبابرة ، فقيل له : إن ها هنا رجلاً معه امرأة من أحسن الناس ، فأرسل إليه ، فسأله عنها فقال : من هذه ؟ فقال له : أختي ، فأتى سارة فقال : يا سارة ، ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي ، فلا تكذبيني ، فأرسل إليها ، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده ، فأُخذ ، فقال : ادعي الله ولا أضرّك ، فدعت الله فأُطلق ، ثم تناولها الثانية فأُخذ مثلها أو أشد ، فقال : ادعي الله لي ولا أضُرّك ، فدعت فأُطلق ، فدعا بعض حجبته فقال : إنكم لم تأتوني بإنسان ، إنما أتيتموني بشيطان ، فأَخدمها هاجر ، فأتته – وهو يصلي – ، فأومأ بيده : مهيا ، قالت : ردّ الله كيد الكافر – أو الفاجر – في نحره ، وأخدم هاجر ) رواه البخاري . وفي رواية أخرى للحديث : ( لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ، إثنتين منهن في ذات الله عز وجل ، قوله : { إني سقيم } ، وقوله : { بل فعله كبيرهم هذا } ، وبينما هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة ، دخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبّار من الجبابرة ، فقيل : دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء ، فأرسل إليه أن يا إبراهيم ، من هذه التي معك ؟ ، قال : أختي ،  ثم رجع إليها فقال : لا تُكذّبي حديثي ، فإني أخبرتهم أنك أختي ، والله ما على الأرض مؤمن غيري وغيرك ، فأرسل بها إليه ، فقام إليها ، فقامت تتوضّأ وتصلي فقالت : اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي ، فلا تُسلّط عليّ الكافر ، فغُطّ حتى ركض برجله ، فقالت : اللهم إن يمت يُقال هي قتلته ، فأُرسل ، ثم قام إليها فقامت تتوضأ وتصلي وتقول : اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي ، فلا تُسلّط علي هذا الكافر ، فُغطّ حتى ركض برجله ، فقالت : اللهم إن يمت يقال هي قتلته ، فأُرسل في الثانية أو في الثالثة فقال : والله ما أرسلتم إلي إلا شيطاناً ،  أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها هاجر ، فرجعت إلى إبراهيم عليه السلام فقالت : أشعرت أن الله كَبَتَ الكافر ، وأخدمَ وليدةً ؟ ) رواه البخاري . شرح القصة منذ فجر التاريخ كان طريق الأنبياء عليهم السلام محفوفاً بالمتاعب ، وحياتهم مليئة بأصناف البلاء التي تتوالى عليهم المرّة تلو الأخرى ، وتلك سنّة الله في أنبيائه . وكان لنبي الله إبراهيم نصيبٌ وافرٌ من ذلك ، فقد لقي في حياته ألواناً من الأذى النفسي والجسديّ ، في نفسه وأهله ، ناهيك عن فراق الأوطان ، ومقابلة قومه لدعوته بالصدّ والاستهزاء . ومع مشهدٍ من مشاهد الابتلاء التي عايشها إبراهيم عليه السلام ، مشهد يرسم لنا على وجه الدقّة نصرة الله لأوليائه على أعدائه ، وكيف يحميهم من محاولات المكر بهم ، مصداقاً لقوله تعالى : { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } ( غافر : 51). فبعد أن أفرغ إبراهيم جهده في دعوة قومه بكافّة الوسائل ، وما قابلوه من محاولةِ قتله والتخلّص منه ، كان من الضرورة أن يبحث له عن أرضٍ أخرى يتمكّن فيها من عبادة الله بحريّة أكبر ، ويمارس واجبه الدعوي مع أقوامٍ آخرين . وانتهى المسير بإبراهيم عليه السلام إلى أرض مصر مصطحباً معه زوجته سارة عليهما السلام ، ومع مضيّ الوقت بدأ الناس يسمعون به وبزوجته ، وكانت سارة عليها السلام على قدرٍ عالٍ من الجمال قلّ أن يوجد له نظير ، وتناقل الناس أخبارها حتى وصل ذكرها إلى ملكهم ، وكان طاغية من الطغاة الذين لا يتورّعون عن سفك الدماء لأتفه الأسباب . عندها أرسل الملك إلى إبراهيم عليه السلام ليقابله ويسأله عن سارة ، فقال له : إنها أختي – وهو يقصد أخوّة الإسلام – ، والسبب في ذلك أن العادة قد جرت عند ذلك الملك أن يتعرّض للنساء المتزوّجات دون الأبكار ، ففطن إبراهيم عليه السلام لتلك الحقيقة فادّعى أنها أخته ليحميها من السوء الذي يُراد بها ، لكنّ الملك كان مصرّاً على رؤية سارة عليها السلام فطلب من نبي الله إبراهيم أن يعود إليه بها. وشعر إبراهيم عليه السلام بخطورة الموقف ، فعاد إلى زوجته مسرعاً وأخبرها بما جرى بينه وبين الملك ، وأوصاها أن تكتم حقيقة أمرها ، حتى يتمكّنا من النجاة من هذه المحنة العصيبة . وإن بلاءً بهذا القدر لا يكشفه إلا مجيب المضطرّين ومغيث المكروبين ، فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا أن استغاث بربّه وفزع إلى مولاه ، سائلاً أن يحفظ عليه زوجته من كيد الملك. ودخلت سارة عليها السلام على الملك متطهّرة ولسانها يلهج بالدعاء ألا يُسلّط عليها أحداً ، ولما قام الملك إليها وأراد النيل منها ، قبض الله يده عنها ، وشعر باختناق حتى جعل يركض برجله كالمصروع ، وفي غمرة آلامه طلب منها أن تدعو الله له أن يزول عنه البلاء ، ووعدها ألا يتعرّض لها ، فدعت الله أن يكشف عنه حتى لا تُتهم بقتله . وعلى الرغم من الوعود التي قطعها الملك على نفسه إلا أنه حاول النيل منها ثلاث مرّات ، وفي كلّ مرّة يصيبه ذلك الانقباض والاختناق ، حتى يأس من الوصول إليها ، وعلم أنها محفوظة بحفظ الله ، فأطلق سراحها وأهدى لها خادمة هي هاجر عليها السلام ، ولمّا خرجت من عنده عاتب أعوانه قائلاً لهم : ” إنكم لم تأتوني بإنسان ، إنما أتيتموني بشيطان ” وذلك لظنّه أن ما أصابه من الصرع من أعمال الجن وتصرّفاتهم . وانطلقت سارة عليها السلام مسرعةً إلى زوجها لتبشّره بنجاتها وسلامتها ، فدخلت عليه...]]> قصة نوح عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%86%d9%88%d8%ad-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-2/ Wed, 15 Jan 2020 10:26:21 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4168 نوح عليه السلامإنّ قصص الأنبياء عليهم السّلام تمثّل مراكز للتّأهيل للدّعوة إلى إظهار الحقّ وإبطال الباطل، كما أنّها تعدُّ مدارس للتّدريب على الصّبر من أجل إرشاد العباد إلى ما فيه صلاحهم في الدّنيا، وفلاحهم في الآخرة. وقصّة نوح عليه السلام  في القرآن الكريم تأتي ضمن الإطار المشار إليه آنفًا، فهي تعدُّ منارة للدّعاة يستضيئون بهديها في طريق دعوتهم، كما تعدّ مدرسة للمجاهدين في سبيل إعلاء كلمة الحقّ وإزهاق الباطل. وهي قبل هذا وذاك تعتبر مثالاً يُحتذى للمضي قدمًا في طريق الثّبات على المبدأ، وتحمّل المشاق والصّعاب من أجل نشره بين النّاس. كان نوح عليه السلام  تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوه وكذبوه، ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس، واستمر الكفرة في طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتى يرفع الله عنهم العذاب فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلى كفرهم، وأخذ يدعوهم 950 سنة ثم أمره الله ببناء السفينة وأن يأخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء الطوفان فأغرقهم أجمعين. حال الناس قبل بعثة نوح عليه السلام قبل أن يولد قوم نوح عاش خمسة رجال صالحين من أجداد قوم نوح، عاشوا زمنا ثم ماتوا، كانت أسماء الرجال الخمسة هي: (ودَّ، سُواع، يغوث، يعوق، نسرا). بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل في مجال الذكرى والتكريم، ومضى الوقت ومات الذين نحتوا التماثيل وجاء أبنائهم  ومات الأبناء وجاء أبناء الأبناء ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوة خاصة واستغل إبليس الفرصة، وأوهم الناس أن هذه تماثيل آلهة تملك النفع وتقدر على الضرر وبدأ الناس يعبدون هذه التماثيل. إرسال نوح عليه السلام كان نوح عليه السلام  على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم. وكان كثير الشكل لله عزّ وجلّ. فاختاره الله لحمل الرسالة فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته: “يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ”. بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية  وحقيقة البعث. هناك إله خالق وهو وحده الذي يستحق العبادة وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة، يوم عظيم، فيه عذاب يوم عظيم. شرح “نوح” لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق. أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان. كيف خلقه، ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام غير ظلم خانق للعقل. تحرك قوم نوح في اتجاهين بعد دعوته. لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء، وانحنت على جراحهم وآلامهم بالرحمة، أما الأغنياء والأقوياء والكبراء، تأملوا الدعوة بعين الشك، ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاع على ما هي عليه، فقد بدءوا حربهم ضد نوح. في البداية اتهموا نوحا بأنه بشر مثلهم:”فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا”. قال تفسير القرطبي: الملأ الذين كفروا من قومه هم الرؤساء الذين كانوا في قومه. يسمون الملأ لأنهم مليئون بما يقولون. قال هؤلاء الملأ لنوح: أنت بشر يا نوح. رغم أن نوحا لم يقل غير ذلك، وأكد أنه مجرد بشر،  والله يرسل إلى الأرض رسولا من البشر، لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسل الله رسولا من الملائكة، استمرت الحرب بين الكافرين ونوح عليه السلام. في البداية، تصور الكفرة يومها أن دعوة نوح  عليه السلام لا تلبث أن تنطفئ وحدها، فلما وجدوا الدعوة تجتذب الفقراء والضعفاء وأهل الصناعات البسيطة بدءوا الهجوم على نوح من هذه الناحية. هاجموه في أتباعه، وقالوا له: لم يتبعك غير الفقراء والضعفاء والأراذل. هكذا اندلع الصراع بين نوح ورؤساء قومه. ولجأ الذين كفروا إلى المساومة. قالوا لنوح: اسمع يا نوح إذا أردت أن نؤمن لك فاطرد الذين آمنوا بك إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوم وأغنياؤهم، ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء. واستمع نوح إلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون، ورغم ذلك كان طيبا في رده. أفهم قومه أنه لا يستطيع أن يطرد المؤمنين، لأنهم أولا ليسوا ضيوفه، إنما هم ضيوف الله وليست الرحمة بيته الذي يدخل فيه من يشاء أو يطرد منه من يشاء، إنما الرحمة بيت الله الذي يستقبل فيه من يشاء. كان نوح يناقش كل حجج الكافرين بمنطق الأنبياء الكريم الوجيه. وهو منطق الفكر الذي يجرد نفسه من الكبرياء الشخصي وهوى المصالح الخاصة. قال لهم إن الله قد آتاه الرسالة والنبوة والرحمة. ولم يروا هم ما آتاه الله، وهو بالتالي لا يجبرهم على الإيمان برسالته وهم كارهون. إن كلمة لا إله إلا الله لا تفرض على أحد من البشر. أفهمهم أنه لا يطلب منهم مقابلا لدعوته، لا يطلب منهم مالا فيثقل عليهم، إن أجره على الله، هو الذي يعطيه ثوابه. أفهمهم أنه لا يستطيع أن يطرد الذين آمنوا بالله، وأن له حدوده كنبي. وحدوده لا تعطيه حق طرد المؤمنين لسببين: أنهم سيلقون الله مؤمنين به فكيف يطرد مؤمنا بالله؟ ثم أنه لو طردهم لخاصموه عند الله، ويجازي من طردهم، فمن الذي ينصر نوحا من الله لو طردهم؟ وهكذا انتهى نوح إلى أن مطالبة قومه له بطرد المؤمنين جهل منهم. وعاد نوح يقول لهم أنه لا يدعى لنفسه أكثر مما له من حق، وأخبرهم بتذللـه وتواضعه لله عز وجل، فهو لا يدعي لنفسه ما ليس له من خزائن الله، وهي إنعامه على من يشاء من عباده، وهو لا يعلم الغيب، لأن الغيب علم اختص الله تعالى وحده به. أخبرهم أيضا أنه ليس ملكا. بمعنى أن منزلته ليست كمنزلة الملائكة  قال لهم نوح: إن الذين تزدري أعينكم وتحتقر وتستثقل، إن هؤلاء المؤمنين الذي تحتقرونهم لن تبطل أجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم، الله أعلم بما في أنفسهم. هو الذي يجازيهم عليه ويؤاخذهم به.، أظلم نفسي لو قلت إن الله لن يؤتيهم خيرا. وسئم الملأ يومها من هذا الجدل الذي يجادله نوح. حكى الله موقفهم منه في سورة (هود):”قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ “(34) (هود) أضاف نوح إغواءهم إلى الله تعالى تسليما بأن الله هو الفاعل في كل حال غير أنهم استحقوا الضلال بموقفهم الاختياري وملئ حريتهم وكامل إرادتهم فالإنسان صانع لأفعاله ولكنه محتاج في صدورها عنه إلى ربه  بهذه النظرة يستقيم معنى مساءلة الإنسان عن أفعاله. كل ما في الأمر أن الله ييسر كل مخلوق لما خلق له، سواء أكان التيسير إلى الخير أم...]]> قصة النبي أيوب عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%d8%a3%d9%8a%d9%88%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85/ Wed, 15 Jan 2020 08:29:33 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4170 نبي الله أيوب عليه السلامأيوب عليه السلام هو من أنبياء الله الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم.  يعرفه العام والخاص، حيث يضرب بإسمه المثل في  صبر الصابرين فيقال “صبر أيوب”! فيا تُرى ما هي قصةُ أيوب عليه السلام. أيوب عليه السلام من ذرية يوسف عليه السلام، تزوج سيدة عفيفة وكان أيوب عليه السلام وزوجته الكريمة يعيشان في منطقة “حوران”. وقد أنعم الله على أيوب عليه السلام بنعم كثيرة فرزقه بنينًا وبنات، ورزقه أراضي كثيرة يزرعها فيخرج منها أطيب الثمار. كما رزقه قطعاناً من الماشية بأنواعها المختلفة، آلاف من رءوس الأبقار، والأغنام، والماعز وأخرى من الجمال. وفوق ذلك كله أعلى الله مكانته واختاره للنبوة. وكان أيوب عليه السلام ملاذًا وملجئًا للناس جميعًا وبيته قبلة للفقراء لما علموا عنه كونه يجود بما لديه ولا يمنعهم من ماله شيئًا. ولا يطيق أن يرى فقيرًا بائسًا، وبلغ من كرمه عليه السلام أنه لا يتناول طعامًا حتى يكون لديه ضيفًا فقيرًا.وهكذا عاش أيوب عليه السلام، يتفقد العمل في الحقول والمزارع، ويباشر على الغلمان والعبيد والعمال، وزوجته تطحن وبناته يشاركن الأم وأبناء أيوب عليه السلام يحملون الطعام ويبحثون عن الفقراء والمحتاجين من أهل القرية، والخدم والعمال يعملون في المزارع والأراضي والحقول. وكان أيوب عليه السلام يشكر الله ويدعو الناس إلى كل خير وينهاهم عن كل شر. أحب الناسُ ساعدهم جميعاً ولم يتكبر بسبب ما لديه من مزارع وحقول وماشية وأولاد. كان يمكنه أن يعيش في راحة، ولكنه كان يعمل بيده، وزوجته هي الأخرى كانت تعمل في بيتها. بعد ذلك راح الشيطان يوسوس للناس: إن أيوب يعبد الله لأنه أعطاه هذا الخير العميم والفضل الكثير من البنين والبنات والأموال من قطعان الماشية والأراضي الخصبة، فأيوب يعبد الله لذلك وخوفا على أمواله. ولو كان فقيرًا ما عبد الله ولا سجد له. ووجد الشيطان من يسمع له ويصغى لما يقول من وساوس.  فتغيرّت نظرتهم إلى أيوب عليه السلام وأصبحوا يقولون: ” إن أيوب لو تعرض لأدنى مصيبة لترك ما هو فيه من الطاعة والإنفاق في سبيل الله..  ألا ترون كثرة أولاده وكثرة أمواله وكثرة أراضيه المثمرة، فلو نزع الله منه هذه الأشياء لترك عبادة الله بل سينسى الله. ورويدًا رويدًا، تحول أهل حوران ونقموا على أيوب عليه السلام بعدما كانوا يحبونه حبا جما. وأصبحوا يرون أيوب عليه السلام من بعيد فيتحدثون عنه بصورة مؤذية. بدأت المحنة والابتلاء من الله تعالى فبينما كان كل شيء يمضي هادئاً كان أيوب عليه السلام حامدًا شاكرًا ساجدًا لله تعالى على نعمه الكثيرة وأولاده ينعمون ويشكرون الله. وبينما الجميع في عافية من أمره مغتبطًا مسرورًا، إذ وقعت الابتلاءات والمحن فجاء أحد العمال يجرى ويصيح: ـ يا سيدي..  يا نبي الله؟!! ـ ماذا حصل؟! تكلم. ـ لقد قتلوهم.. قتلوا جميع رفاقي.. الرعاة والفلاحين.. جميعهم قتلوا وجرت دماؤهم فوق الأرض.. ـ كيف حدث ذلك؟! ـ هاجمنا اللصوص.. وقتلوا من قتلوا وأخذوا ما معنا من ماشية. أيوب عليه السلام أخذ يردد: إنا لله وإنا إليه راجعون. إن الله سبحانه شاء أن يمتحن أيوب وأراد أن يبين للناس أن أيوب عليه السلام رجلاً صابرًا محتسبًا ولا يعبده لأنه في غنى وعافية. في اليوم التالي نزلت الصواعق من السماء على أحد الحقول التابعة لما يملكه أيوب عليه السلام. وجاء أحد الفلاحين ،وكانت ثيابه محترقة وحاله يُرثى له. هتف أيوب عليه السلام: ـ ماذا حصل؟! ـ النار! يا نبي الله النار!! ـ ماذا حدث؟ ـ احترق كل شيء.. لقد نزل البلاء.. الصواعق أحرقت الحقول والمزارع.. أصبحت أرضنا رمادًا يا نبي الله.. كل رفاقي ماتوا احترقوا. قالت زوجة أيوب عليه السلام: ـ ما هذه المصائب المتتالية؟! ـ اصبري يا امرأة.. هذه مشيئة الله. ـ مشيئة الله!! أجل..  لقد حان وقت الامتحان..  ما من نبي إلاّ وامتحن الله قلبه . نظر أيوب عليه السلام إلى السماء وقال بضراعة: ـ الهي امنحني الصبر في ذلك اليوم أمر أيوب عليه السلام الخدم والعبيد بمغادرة منزله. والرجوع إلى أهاليهم والبحث عن عمل آخر. وفى اليوم التالي حدثت مصيبة تتكسرأمامها قلوب الرجال. لقد مات جميع أولاده، البنين والبنات، حيث اجتمعوا في دار لهم لتناول الطعام فسقطت عليهم الدار فماتوا جميعا. وازدادت محنة أيوب عليه السلام أكثر فأكثر فلقد اُبتلى في صحته وانتشرت الدمامل في جسمه وتحول من الرجل الحسن الصورة والهيئة إلى رجل يفر منه الجميع. ولم يبق معه سوى زوجته الطيّبة وأصبح منزله خالياً لا مال له، لا ولد، ولا صحة. عَلَّمَ أيوبُ عليه السلام زوجته أن هذه مشيئة الله، وعلينا أن نسلّم لأمره. حاول الشيطان اللعين أن ينال من قلب أيوب عليه السلام، فأخذ يوسوس إليه من كل جانب قائلا: ماذا فعلت يا أيوب حتى يموت أولادك وتصاب في أموالك، ثم تصاب في صحتك. فاستعاذ أيوب عليه السلام بالله من الشيطان الرجيم وتفل على الشيطان الرجيم ففر من أمامه. وكذلك فعلت زوجته وطردت وساوس الشيطان. وكان أيوب عليه السلام لا يزداد مع زيادة البلاء إلا صبرًا وطمأنينة. ويأس الشيطان من أيوب وزوجته الصابرين المحتسبين فاتجه إلى أهل حوران ينفث فيهم الوساوس حتى جعلهم يعتقدون أن أيوب عليه السلام أذنب ذنباً كبيراً فحلّت به اللعنة. ونسج الناسُ الحكايات والقصص حول أيوب عليه السلام وتطور الأمرُ أكثر حتى ظنوا أن في بقائه خطرًا عليهم. فعقدوا العزم أن يخرجوا أيوبَ من أرضهم وجاءوا إلى منزله ولم يكن معه في منزله سوى زوجته، وقالوا له: نحن نظنّ أن اللعنة قد حلّت بك ونخاف أن تعمّ القرية كلها.. فاخرج من قريتنا واذهب بعيداً عنا نحن لا نريدك أن تبقى بيننا. غضبت زوجته من هذا الكلام قالت: نحن نعيش في منزلنا ولا يحق لكم أن تؤذوا نبي الله في بيته وفى عقر داره. فردُّوا عليها بوقاحة: إذا لم تخرجا فسنخرجكما بالقوّة. لقد حلّت بكما اللعنة وستعمّ القرية كلها بسببكما. حاول أيوب عليه السلام أن يُفْهِمَ أهل القرية أن هذا امتحان وابتلاء من الله، وأن الله يبتلى الأنبياء ابتلاءات شديدة حتى يكونوا مثلا ونموذجًا لتعليم الناس. قالوا له: ولكنك عصيت الله وهو الذي غضب عليك. قالت زوجته: انتم تظلمون نبيكم..هل نسيتم إحسانه إليكم هل نسيتم يا أهل حوران الكساء والطعام الذي كان يأتيكم من منزل أيوب؟! قال أيوب عليه السلام: يا رب إذا كانت هذه مشيئتك فسأخرج من القرية وأسكن في الصحراء.. يا رب سامح هؤلاء على جهلهم.. لو كانوا يعرفون الحق ما فعلوا ذلك بنبيهم. هكذا وصلت محنةُ أيوب عليه السلام، حيث جاء أهلُ حوران وأخرجوه من منزله. كانوا يظنّون أن اللعنة قد حلّت به، فخافوا أن تشملهم أيضاً. نسوا كل إحسان أيوب وطيبته ورحمته بالفقراء والمساكين! لقد سوّل الشيطانُ لهم ذلك فاتّبعوه وتركوا أيوب يعاني آلام الوحدة والضعف والمرض. لم يبق معه...]]> قصة يوسف عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85/ Sun, 05 Jan 2020 14:15:36 +0000 https://www.totitoti.com/?p=3986 قصة يوسف عليه السلاميوسف عليه السلام هو نبي من أنبياء الله، وصفه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم، فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم عليهم السّلام، وردت قصته في القرآن الكريم في سورة يوسف، وهي من السور القرآنية ذات المدلولات العجيبة والغزيرة بالعظات والعبر، والزاخرة بالوقائع الفريدة، فهي تقصّ قصة النبي يوسف -عليه السلام- وما واجهه من ابتلاءات ومحن. طفولته نشأ يوسف في بيت أبيه يعقوب -عليهما الصلاة والسلام- مع إخوته الإحدى عشر، وكان أباه يحبه حبّاً شديداً.  في ليلة من الليالي رأى يوسف عليه السلام وهو نائم رؤيا عجيبة فقد رأى أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له فلما استيقظ ذهب إلى أبيه يعقوب عليه السلام  وقص عليه  ما رأى.  فعرف يعقوب علية السلام  أن ابنه سيكون له شأن عظيم فحذره من أن يخبر إخوته برؤياه فيفسد الشيطان قلوبهم ويجعلهم يحسدونه على ما آتاه الله من فضله فلم يقص رؤياه على أحد. قال الله تعالى: (إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ*قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ) وكان حب يعقوب لإبنه يوسف كبيرًا  مما جعل إخوته يحسدونه ويحقدون عليه فاجتمعوا جميعا ليدبروا له مؤامرة تبعده عن أبيه فاقترح أحدهم أن يقتلوا يوسف أو يلقوه في أرض بعيدة فيخلو لهم أبوهم وبعد ذلك يتوبون إلى الله. ولكن احد إخوته رفض قتل يوسف واقترح عليهم أن يلقوه في بئر بعيدة فيعثر عليه بعض السائرين في الطريق ويأخذونه ويبيعونه.فلقيت هذه الفكرة قبولاً من جميعهم واستقر رأيهم على نفيه وإبعاده وأخذوا يتشاورون في تدبير الحيلة التي يمكن من خلالها أخذ يوسف وتنفيذ ما اتفقوا عليه ففكروا قليلا ثم ذهبوا إلى أبيهم  وطلبوا منه ان يسمح لهم باصطحاب يوسف الى المراعي ليلعب و يلهو.  فأجابهم يعقوب عليه السلام أنه لا يقدر على فراقه ويخاف ان يأكلة الذئب.  فأقنعوا والدهم أنهم سوف يحفظونه من كل أذى و كيف للذئب ان يأكله وهم حوله؟ فقالوا : (قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ ) وبعد ذلك وافق يعقوب علية السلام على مرافقة يوسف لاخوتة . وفي الصباح خرج الأبناء جميعًا ومعهم يوسف عليه السلام إلى الصحراء ليرعوا أغنامهم وما إن ابتعدوا به عن أبيهم حتى تهيأت لهم الفرصة لتنفيذ ما اتفقو علية فساروا حتى وصلوا إلى البئر وخلعوا ملابسه ثم ألقوه فيها وشعر يوسف بالخوف والفزع لكن الله كان معه حيث أوحى إليه ألا تخاف ولا تجزع فإنك ناج مما دبروا لك. وبعد أن نفذ إخوة يوسف مؤامرتهم جلسوا يفكرون فيما سيقولون لأبيهم عندما يسألهم عن يوسف فاتفقوا على أن يقولوا لأبيهم إن الذئب قد أكله واخلعوا يوسف قميصه وذبحوا شاة ولطخوا بدمها قميص يوسف وفي الليل عادوا إلى أبيهم ولما دخلوا عليه بكوا بشدة فنظر يعقوب إليهم ولم يجد يوسف معهم لكنهم أخبروه أنهم ذهبوا ليتسابقوا وتركوا يوسف ليحرس متاعهم فجاء الذئب وأكله ثم أخرجوا قميصه ملطخًا بالدماء ليكون دليلا لهم على صدقهم. فرأى يعقوب عليه السلام القميص سليمًا حيث نسوا أن يمزقوه فقال لهم : عجبًا لهذا الذئب كان رحيمًا بيوسف أكله دون أن يقطع ملابسه. وصارحهم بذلك وقال لهم كما ذُكر في القرآن الكريم: (بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ) أما يوسف فكان لا يزال حبيسًا في البئر ينتظر الفرج والنجاة وبينما هو كذلك مرت عليه قافلة متجهة إلى مصر فأرادوا أن يتزودوا من الماء فأرسلوا أحدهم إلى البئر ليأتيهم بالماء فلما ألقى دلوه تعلق به يوسف فنظر في البئر فوجد غلامًا جميلاً يمسك بالدلو ففرح الرجل ونادى رجال القافلة فأخرجوا يوسف وأخذوه معهم إلى مصر ليبيعوه. وكان عزيز مصر في هذا اليوم يتجول في السوق ليشتري غلامًا له لأنه لم يكن له أولاد فوجد هؤلاء الناس يعرضون يوسف للبيع فذهب إليهم واشتراه منهم بدراهم قليلة ورجع عزيز مصر إلى زوجته وهو سعيد بالطفل الذي اشتراه وطلب من زوجته أن تكرمه  وتحسن معاملته فربما نفعهما أو اتخذاه ولدًا لهما. شبابه وحياته في مصر وهكذا مكن الله ليوسف وعلى شأنه في مصر فأصبح محاطًا بعطف العزيز ورعايته ومرت السنوات وكبر يوسف وأصبح شابًا قويًّا حسن المظهر. وكانت امرأة العزيز تراقب يوسف يومًا بعد يوم وازداد إعجابها به لحظة بعد أخرى فبدأت تظهر له هذا الحب بطريق الإشارة والتعريض لكن يوسف عليه السلام كان يعرض عنها ويتغافل عن أفعالها فأخذت المرأة تفكر كيف تغري يوسف بها وذات يوم انتهزت فرصة غياب زوجها عن القصر فتعطرت وتزينت ولبست أحسن الثياب وأغلقت الأبواب ودعت يوسف حتى أدخلته حجرتها وطلبت منه أن يفعل معها الفاحشة لكن يسوف بعفته وطهارته امتنع عما أرادت ورد عليها قائلاً  معاذ الله. ثم أسرع يوسف عليه السلام ناحية الباب يريد الخروج من المكان لكن امرأة العزيز لم تدع الفرصة تفوتها، فجرت خلفه لتمنعه من الخروج وأمسكت بقميصه فتمزق وفجأة حضر زوجها العزيز وتأزم الموقف وزاد الحرج. لكن امرأة العزيز تخلصت من حرج موقفها أمام زوجها فاتهمت يوسف بالخيانة ومحاولة الاعتداء عليها وقالت لزوجها و طلبت منه أن يسجنه او يعذبه. وأمام هذا الاتهام كان على يوسف أن يدافع عن نفسه فقال هي راودتني عن نفسي فاحتكم الزوج إلى رجل من أهل امرأته فقال الرجل من غير تردد انظروا الى قميصه فاذا كان ممزق من الامام فهي كانت تدافع عن نفسها وأما اذا كان مزق من الخلف في كانت تحاول الامساك به.  فلما رأى الزوج انه قميصه مُزق من الخلف إلتفت إلى امرأته وقال لها : ( إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) أي علم انها هي المذنبة. ثم طلب العزيز من يوسف أن يهمل هذا الموضوع ولا يتحدث به أمام أحد ثم طلب من زوجته أن تستغفر من ذنبها وخطيئتها واتفق الجميع على أن يظل هذا الفعل سرًّا لا يعرفه أحد. ومع ذلك فقد شاع خبر مراودة امرأة العزيز ليوسف وطلبها للفاحشة وانتشر في القصر وتحدث نساء المدينة بما فعلته امرأة العزيز مع فتاها وعلمت امرأة العزيز بما قالته النسوة عنها فغضبت غضبًا شديدًا وأرادت أن تظهر لهن عذرها وأن جمال يوسف وحسن صورته هما اللذان جعلاها تفعل ذلك فأرسلت إليهن وهيأت لهن مقاعد مريحة وأعطت كل واحدة منهن سكينا وفاكهة ثم قالت ليوسف اخرج عليهن فخرج يوسف ممتثلاً لأمر سيدته ولما رأته النسوة انبهرن بجماله وحسنه وقطعن أيديهن دون أن يشعرن بذلك. وظن جميع النسوة أن الغلام ما هو إلا ملك ولا يمكن أن يكون بشرًا فقالت امرأة العزيز : هذا الذي لمتنني فيه. واقتنع النساء بما تفعله امرأة العزيز مع يوسف...]]> قصة أسد الصحراء عمر المختار https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%aa%d8%a7%d8%b1/ Sat, 11 May 2019 11:03:29 +0000 https://www.totitoti.com/?p=2419 قصة أسد الصحراء عمر المختارولد المجاهد الليبي عمر المختار في عام 1858م في البطنان في الجبل الأخضر بالتحديد في مدينة برقة اسمه عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد بوهديمة  ، وأمه عائشة بنت محارب. ترعرع عمر المختار في بيت عز وكرم كانت تحيط به أخلاق المسلمين والصفات الحميدة التي استمدها من الدين الاسلامي ، وقد نشأ شيخ المجاهدين يتميًا فقد توفي والده وهو في طريقه إلى مدينة مكة لأداء فريضة الحج، فعهد وهو في حالة المرض إلى رفيقه أحمد الغرياني شقيق شيخ زاوية جنزور بأن يبلغ شقيقه بأنه عهد إليه بتربية ولديه عمر ومحمد ، وبعد عودة أحمد الغرياني من الحج، توجه فوراً إلى شقيقه الشيخ حسين وأخبره بما حصل وبرغبة مختار بن عمر أن يتولّى شؤون عمر ومحمد ، فوافق من غير تردد، وتولّى رعايتهما محققاً رغبة والدهما، فأدخلهما مدرسة القرآن الكريم بالزاوية، ثم ألحق عمر المختار بمعهد الدراسات الجغبوبي لينضم إلى طلبة العلم من أبناء الإخوان والقبائل الأخرى الذي مكث فيه 8 سنوات يتعلم فيهم من العلوم الشرعية الفقه والحديث وعلوم الحديث وأصول الفقه والسيرة وعلم التفسير … خلال السنوات التي قضاها عمر المختار في الجغبوب حيث كان يكمل دراسته، تمكَّن من اكتساب سمعةٍ حسنةٍ وقوية عند شيوخ الحركة السنوسية. وقد بلغت تلك السمعة من القوة أن قرر محمد المهدي السنوسي ، ثاني زعماء السنوسية أخذ عمر المختار معه سنة 1895 برحلته من الجغبوب إلى الكفرة في جنوب شرق الصحراء الليبية. بعد ذلك لمح فيه زعيم الحركة محمد المهدي الإدريسي النبوغ فقام بجعله شيخ على زاوية القصور في منطقة الجبل الأخضر قرب المرج ، ثم اصطحبه معه خلال رحلته للسودان أما أشهر الشيوخ الذين تتلمذ شيخ المجاهدين على أيدهم السيد الزرواني المغربي والشيخ العلامة فالح بن محمد بن عبدالله الظاهري المدني وغيرهم الكثير ، وشهدوا له جميعًا رجاحة العقل والخلق الرفيع وحب الدعوة. أدَّت علاقته الوثيقة بالسنوسيّين إلى اكتسابه لقب سيدي عمر الذي لم يكن يحظى به إلا شيوخ السنوسية المعروفين. في عام 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية ، وبدأت إنزال قواتها بمدينة بنغازي الساحلية شمال برقة في 19 أكتوبر الموافق الرابع من شوال عام 1329 هجري كان عمر المختار في مدينة الكفرة بقلب الصَّحراء في زيارة إلى السنوسيين، وعندما كان عائداً من هناك مرَّ بطريقه بواحة جالو ، وعلم وهو فيها بخبر نزول الإيطاليين ، فعاد مسرعاً إلى زاوية القصور لتجنيد أهلها من قبيلة العبيد لمقاومة الإيطاليّين، ونجح بجمع 1,000 مقاتل معه. وأول الأمر أسَّس عمر المختار معسكراً خاصاً له في منطقة الخروبة، ثم انتقل منها إلى الرجمة ، وأخيراً إلى بنينة جنوب مدينة بنغازي وهناك انضموا إلى الكثير من المقاتلين الآخرين، وأصبح المعسكر قاعدةً لهم يخرجون منها ويغيرون باستمرارٍ على القوات الإيطالية. وقد رافق عمر المختار في هذه المرحلة من حياته الشيخ محمد الأخضر العيساوي، الذي روى أنه في خلال معركة السلاوي عام 1911، نزل المقاتلون الليبيون بينما كانوا يحاربون الإيطاليين إلى حقل زراعي للتخفّي فيه، وما إن وصلوه حتى بدأ الجنود الإيطاليون بإطلاق الرصاص الكثيف اتّجاه الحقل لقتلهم، وبينما هم على هذه الحال وجدوا حفرةً منخفضةً في الحقل، فأشاروا على عمر المختار بدخولها ليحتميَ من الرَّصاص، إلا أنه رفض بشدة، فدفعوه رغماً عنه وأدخلوه إليها، وظلَّ طوال المعركة يحاول الخروج منها وهم يمنعونه بالقوة . في عام 1912 اندلعت حروب البلقان، فأجبرت الدولة العثمانية على عقد صلحٍ مع إيطاليا ،واضطر نتيجةً لذلك قائد القوات العثمانية التي تقاتل الإيطاليين ، عزيز بك المصري ، للانسحاب إلي الأستانة ، وسحب معه العسكر العثمانيّين النظاميّين في برقة ، وقد أثار هذا الانسحاب على الرغم من ضرورته وفقاً لشروط الصلح ، سخط المقاتلين، فأصروا على الجند العثمانيين أن يعطوهم أسلحتهم وهو ما يناقض شروط الصلح، فرفضوا، وعندما يئس المقاتلون أطلقوا على العثمانيين النار، فنشبت معركة سقط فيها قتلى من الطرفين، وعندما تأزَّم الوضع أُرسِلَ عمر المختار لفضّ النزاع، فلحق بالمقاتلين ونجح بإقناعهم بالعودة والتخلّي عن فكرة قتال العثمانيين ، ظلَّ عمر المختار في موقع قيادة القتال ضد الطليان بكامل برقة حتى وصول أحمد الشريف السنوسي إلى درنة في عام 1913 الموافق عام 1331 هـ، فاستلم هو القيادة وظلَّ عمر المختار عوناً كبيراً له إلا أن أحمد الشريف هاجر وترك برقة، فاستلم القيادة منه الأمير محمد إدريس السنوسي. شهدت هذه الفترة أعنف مراحل الصّراع ضد الطليان، وقد تركَّزت غارات وهجمات عمر المختار فيها على منطقة درنة ، وكان عمر المختار يتنقل أثناء غاراته على الطليان بين منطقتي زاوية القصور وتكنس حتى وقوعهما في أيدي الإيطاليّين بشهر سبتمبر عام 1913، وفي هذه الفترة انتكست المقاومة الليبية نتيجة القحط الذي أصاب البلاد في عامي 1913 إلى 1915، ثم استيلاء الطليان على أغلب المناطق الحيوية في وسط وشمال برقة عام 1916 …. وكانت جميع معارك عمر المختار تعتمد على الكر والفر ولم يكن لديه جيش نظامي بل كانت حروب بسيطة لأن المجاهدين لا يمتلكون نفس القوة والعتاد فقد أبدى صنوف من الشجاعة والبطولة ولفت إليه أنظار القادة العسكريين وأصبح عمر المختار قاد المجاهدين في إقليم برقة بعد انسحاب العثمانيين بضغط من أوروبا وانسحب المتطوعون من مصر بضغط من إنجلترا. فجعل الأعداء يفكرون في هجوم شامل على الجبل الأخضر ولكنه هزمهم شر هزيمة ولكن بعدما حدثت تغيرات سياسية في نظام الحكم في إيطاليا ومن ثم جاء الحكم الفاشي بقيادة موسوليني والذي عين بونجيوفاني حاكمًا جديدًا على ليبيا ، ووضع تحت تصرفه جيش يقوده جزار إيطاليا جرازياني بمعاونة الجنرال بادوليو والذي أحب التفاوض مع المختار ليتعرف على طريقة تفكيره ومعنوياته وسأله ما شروط المصالحة مع إيطاليا فقال ألا تتدخل إيطاليا في أمور ديننا وأن تخرج من بلادنا وعرف أنه أمام مجاهد من طراز فريد. وأصبح عمر المختار هو الأسد الوحيد الباقي في الميدان فقد اضطر محمد إدريس السنوسي اللجوء لمصر وترك ليبيا وظل رافع لواء الجهاد ويقوم بحرب عصابات لمدة 8 سنوات وقد انقطعت عن ليبيا كل المساعدات الخارجية وزادت إيطاليا في وحشيتها حتى أنهم قتلوا في طرابلس وبرقة وحدها أكثر من نصف مليون وبالرغم من إستيلاء إيطاليا على معظم الأراضي الليبية ظل هو يجاهد ويقاتل على الرغم من سنوات عمره التي جاوزت السبعين . وجد عمر المُختار نفسه قد تحوَّل من مُعلّم للقرآن إلى مُجاهد يُقاتل في سبيل دينه وبلاده لدفع الاحتلال عنها ، وكان قد اكتسب خبرة كبيرة في أساليب وتكتيكات الحروب الصحراويَّة أثناء قتاله الفرنسيين في تشاد، وكان له معرفة سابقة بجغرافية الصحراء وبدروبها ومسالكها وكل ما يتعلق بها، فاستغل هذه المعرفة وتلك الخبرة ليحصل على الأفضلية دومًا عند مجابهته الجنود الإيطاليون غير العارفين بحروب الصحراء وغير معتادين على قحطها وجفاف. في شهر أكتوبر...]]>