قصص 15 دقيقة – توتي توتي https://totitoti.arabwalls.com كان ياما كان ... قصص من كل زمان ومكان Sat, 28 Mar 2020 13:30:06 +0000 ar hourly 1 https://totitoti.arabwalls.com/wp-content/uploads/2018/09/cropped-blackberries-32x32.jpg قصص 15 دقيقة – توتي توتي https://totitoti.arabwalls.com 32 32 قصة مصباح علاء الدين https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d8%b9%d9%84%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86/ Sat, 28 Mar 2020 13:30:06 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4989 قصة الياقوتة العجيبة https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%82%d9%88%d8%aa%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%ac%d9%8a%d8%a8%d8%a9/ Sat, 28 Mar 2020 13:28:11 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4986 قصة الحصان الطائر https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b5%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d8%b1/ Tue, 03 Mar 2020 13:35:09 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4862 حصانكان ذلك الصّباح المُشرق من أيّام الربيع الجميلة، يوم عيد ميلاد الأمير فيروز، ابن حاكم البلاد وسلطانها. جلس السلطان ياقوت، والد الأمير، في قاعة القصر، لإستقبال وفود المُهنّئين القادمين من كلّ أنحاء مملكته. ووقف عن يساره ابنه الأمير فيروز وجلست ابنته الأميرة زُمرّدة عن يمينه. وكان أركان الدّولة وأغنياؤها وكبار التّجار يجلسون في القاعة وهم يرتدون أجمل الثياب، ورائحة العطور الزّكية تفوح في الجو، بعد أن ارتفعت الزينات وأقواس الزهور فوق الأبواب وفي مختلف أرجاء القصر وحدائقه. كانت وفود المُهنّئين تتوافد من البلاد والقرى إلى القصر لتهنّئه بهذه المناسبة السعيدة. وكان كل وفدٍ يحمل هديةً ثمينةً ليقدمها إلى سيّد القصر ياقوت، وابنه الأمير الشاب فيروز. فهذا تاجر يحمل بعض الجواهر الغالية، وذلك مُزارع يقدّم أطيب أنواع الفاكهة والثمار، وثالثٌ يجرّ فَرَسه الأصيلة لتكون في عداد خيل السلطان، ورابع يبدو عليه أنّه فقير يحمل صُرّةً تحتوي على هديةٍ متواضعةٍ. وكان كلّ قادمٍ يدخل القاعة فيلقي التّحية على السّلطان ثم على الحاضرين، ويجلس في جانبٍ من القاعة. وكان السّلطان يردّ التحية مُبتسمًا ويسأل كلّ شخصٍ عن أحواله وأحوال قريته وأقربائه. وبعد قليلٍ، دخل القاعة شيخٌ عجوزٌ مُقوّس الظّهر ذو هيئةٍ غريبةٍ وثيابٍ مُزركشة الألوان، دعت الجميع إلى الإلتفاف إليه. فإذا هو يجرّ وراءه حصانًا أسود اللّون فاحمًا، أصفر العرف والذّيل، يتحرّك تحرّكًا آليًا، ويقفز قفزاتٍ غريبةً. وكان رأسه يتحرّك إلى أعلى حينًا وإلى أسفل حينًا آخر، ويفتح فمه ويغلقه على شكلٍ غير معروفٍ لدى سائر الخيل. انحنى الشّيخ بأدبٍ بين يديّ السّلطان الذي ما لبث أن توقّف عن تدخين نارجيلته، وحدّق في هذا القادم الغريب. قال الشيخ: أيّها الحاكم العادل! لقد فكّرتُ كثيرًا في اختيار هديةٍ ثمينةٍ أقدّمها إلى الأمير فيروز في عيد ميلاده، فوَجَدتُ أنّ عظماء البلاد قد قدّموا أغلى الجواهر وأثمن الهدايا، وأن سائر الناس قدّموا أحسن ما عندهم من ثيابٍ أو ثمارٍ أو طيورٍ أو غزلان، فلم أجد خيرًا من أن أقدّم لمولاي السّلطان هذا الحصان العجيب. إنّه ليس كسائر الأحصنة. فهو يستطيع أن يسابق الرّيح وأن يرتفع في الجو ويطير في الهواء، فوق السهول والجبال والأنهار والبحار. إنّه لا يأكل ولا يشرب، ومع ذلك فهو قويّ لا يتعب ولا يضعف أبدًا. ولهذا الحصان، أيّها السّلطان العظيم، سرّ لا يعرفه أحد. وستعمّ شهرتك الآفاق، بين الملوك، عندما أكشف لك عن هذا السر. وليس لي عندك إلاّ طلب واحد، هو أن توافق يا سيّدي السّلطان على أن أعمل في خدمتك في هذا القصر، فأكون وزيرًا لشؤون هذا الحصان. وما إن سمع ابن السلطان، الأمير فيروز، هذا الكلام حتّى قفز بسرعةٍ إلى ظهر الحصان الذي انطلق فورًا إلى الخارج ثم إلى أعلى. وطار بالأمير فوق القصر واتّجه إلى الفضاء. وكان عباءة الأمير الحمراء الفضفاضة كأنّها مظلةٌ جميلةٌ فوقهما. أخذ الأمير ينظر حوله وتحته فيرى الجبال والسهول، والأودية تمرّ تباعًا. وكان كلّ منظرٍ أجمل من سابقه. فهُنا نهرٌ تجري مياهه بسرعةٍ وتتلاطم أمواجه تحت أشعّة الشمس البرّاقة. وهناك أشجار ومزارع بألوانها الخضراء الزاهية، وهناك بيوت متفرّقة وقصور فخمة تظهر وتغيب تحت السّحاب المتحرّك. وبعد قليلٍ انقلب سرور الأمير إلى تفكيرٍ ثمّ إلى اضطرابٍ، وتساءل في نفسه: كيف أستطيع العودة إلى الأرض؟ إنّ العجوز لم يطلعني على سرّ الحصان، وكيف يمكنني أن آمره بالهبوط. أخذ الأمير يجسّ جسم الحصان، فيمرّ يديه على ظهره وعنقه، وشعره وكتفيه، من دون أن يظهر له شيءٌ، ومن دون أن يتغيّر اتّجاه الحصان وسرعته. وأخذ قَلَق الأمير يتزايد ويتعاظم: هل يظلّ في الجو وقتًا طويلاً من دون توقف، ومن دون طعامٍ وشراب؟ وكاد يتحوّل قلقه إلى غضبٍ شديدٍ، وكان يلعن السّاعة التي قبل فيها هدية العجوز.. ولكن يده لمست شيئًا بارزًا بين أذنيّ الحصان. إنّه أشبه بالمسمار الصّغير المغروس في رأس الحصان. فعبث الأمير بالمسمار وحرّكه. وما أعجبَ ما حدث! فقد عثر الأمير على الشّيء الذّي كان يبحث عنه. أخذ الحصان بالتّمهل في الفضاء، وبعد قليلٍ هبط شيئًا فشيئًا، حتى استقرّ على أرضٍ قريبةٍ من قصرٍ جميلٍ له قباب كثيرة، يدلّ على أنّ أصحابه من الأمراء أو كبار الأغنياء. كان القصر الفخم لوالي المدينة، وكانت ابنةُ الوالي الأميرة بدُوُر، تنظر من نافذة غرفتها عندما وقع بصرها على منظرٍ عجيبٍ لم تر في حياتها مثله. رأت حصانًا أسود يطيرُ في الجوّ، وعلى ظهره فارس غريب ويهبط في مكانٍ قريبٍ من غرفتها. ففزعت وصرخت بأعلى صوتها: “النّجدة.. النّجدة.. النّجدة..!” لم تستطع أن تقول شيئًا آخر. فقد انعقد لسانها من الخوف.. ولكنّ رجال حرس القصر كانوا قد سمعوا استغاثة الأميرة، فأسرعوا إلى نجدتها ورأوا الفارس الغريب وحصانه الأسود في حديقة القصر. عندئذٍ أسرعوا إلى أسلحتهم فحمل كلّ منهم سيفه أو رمحه، وامتطوا خيولهم واتّجهوا نحو الفارس الغريب. شعر الأمير بالخطر، فقفز إلى ظهر حصانه وأسرع بالخروج من حديقة القصر. فتبعه رجال الحرس على خيولهم وهم يطلبون إليه الوقوف والإستسلام. ولكنّ الأمير ظلّ يجري بحصانه من دون أن يردّ عليهم، كما ظلّ رجال الحرس يلاحقونه حتّى تجاوزوا أسوار المدينة وأصبحوا خارجها. عندئذٍ اطمأنّ الأمير فيروز أنّ جميع الحرس أصبحوا بعيدين عن القصر، وأنّ الفتاة التي استغاثَت بالحرس أصبحت وحيدةً في غرفتها من غير حراسةٍ. فأسرع عائدًا إلى القصر على ظهر حصانه الذّي ارتفع في الجو، وما لبث أن حطّ على سطح الغرفة التي انطلق منها صوت الفتاة. قال الأمير فيروز في نفسه: لا بُدّ أن تكون هذه الفتاة ذات مكانةٍ كبيرةٍ لكي يحرسها عددٌ كبيرٌ من الفرسان الأشدّاء ويحافظون عليها في هذا القصر الكبير. نزل الأمير فيروز عن حصانه ودخل غرفة الأميرة بدُوُر التي فوجئت وحاولت أن تصرخ. ولكنّ الأمير فيروز أسرع وخاطبها بأدبٍ وتهذيبٍ، وعرّفها بنفسه: إنّه فيروز، ابن سلطان البلاد. وروى لها قصّته كاملةً، وكيف أن عجوزًا أهداه في عيد ميلاده حصانًا عجيبًا يطيرُ في الجو، كما يجري على الأرض. وحدّثها كيف أعجبه صوتها عندما استغاثت برجال الحرس، وعزم على أن يعود إليها ليعرف مَن هي صاحبة ذلك الصّوت الجميل. اطمأنّت الأميرة بدُوُر إلى الأمير فيروز، وأُعجِبَت بقصّته الخارقة. وأحبّت صدقه وأدبه وشجاعته. وأسرعت إلى أبيها الوالي، الذي كان في جناحٍ آخرٍ من القصر، وقالت له: سيّدي الوالد، أُقدّم إليك الأمير فيروز، ابن سلطان البلاد. رحّب الوالي بالأمير وأحسَنَ استقباله، ورغب إليه أن يظلّ في ضيافته عدّة أيّامٍ. وعندما عَلِم أبناء المدينة بوجود الأمير فيروز في ضيافة الوالي، أقبلوا من كلّ مكانٍ يرحّبون به، وأقاموا الزينات على الأبواب، وعلى مداخل الطّرق. وتجمّعوا حلقاتٍ حلقاتٍ يرقصون ويغنّون الأغاني الشعبية التي ترحّب بالضيف. وأقام الوالي مأدبةً كبيرةً على شرف الأمير الشّاب، حضرها تجار المدينة وشبانها. وكانوا كلّهم يتحدّثون عن شجاعة الأمير وحصانه العجيب. وفي هذه الأيّام التي قضاها الأمير فيروز في...]]> قصة علي بابا والأربعون لصاً https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%b5%d8%a7/ Tue, 03 Mar 2020 13:21:57 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4852 كنز علي بابايُحكى أنّه كان في بلاد فارس أخوان شقيقان، يُدعى الأكبر قاسمًا والثّاني علي بابا. كان والدهما تاجرًا من أغنياء التُّجار. ترك بعد موته ثروةً طائلةً مؤلّفةً من قصورٍ فخمةٍ ومالٍ وفيرٍ وأراضٍ واسعةٍ وبضائع ثمينةٍ. استولى قاسم على هذه الثّروة الكبيرة، وأصبح تاجرًا غنيًا، وترك أخاه علي بابا في فُقرٍ شديدٍ، بل كثيرًا ما كان يعامله معاملةً قاسيةً، لا رحمةً فيها ولا شفقةً. وزاد في فقر علي بابا أنّه كان يعيل أسرةً كبيرةً مؤلّفةً من زوجةٍ وستة أولادٍ، وكان حطّابًا ماهرًا، يذهب كلّ صباحٍ إلى الغابة، فيقطع الأخشاب ثمّ يحملها على حماره ويعود إلى المدينة فيبيع الحطب ويشتري بثمنه طعامًا لأولاده. افتح يا سمسم وكعادته كلّ صباحٍ، انطلق علي بابا يومًا ومعه حماره الهزيل ليحتطب في الغابة. فإذا به يسمع ضجّةً شديدةً آتيةً من بعيدٍ. ثمّ أخذت الأصوات تقترب وتعلو، فخاف وارتبك فتسلّق شجرةً كثيفةً واختبأ بين أغصانها وأوراقها بعد أن خبّأ الحمار في حفرةٍ مجاورةٍ. التفت علي بابا إلى مصدر الأصوات، فشاهد غبارًا يتصاعد إلى عنان السّماء، ثم انجلى هذا الغبار عن أربعين فارسًا يتقدّمهم قائدهم. كان الفرسان يلبسون الثّياب الزّاهية الملوّنة ويمتطون خيولاً قويةً أصيلةً، وفي أيديهم رماحٌ لامعةٌ في أشعة الشّمس، وعلى خصورهم سيوفهم في أغمادها. وكان يبدو على هذه الجماعة مظاهر البَأسِ والقوّة. عندما وصل الفرسان إلى صخرةٍ كبيرةٍ في وسط الغابة، قُربَ شجرةٍ من أشجار جوز الهند، ترجّلوا عن خيولهم وتقدّم قائدهم وصاح بأعلى صوته مُخاطبا الصّخرة: افتح يـا سمسم! يا لهول المفاجأة! لقد زلزلت الأرض وانشقت الصّخرة وثار غبارٌ في الجوّ. وعندما انجلى الغبار، ظهر مكان الصّخرة كهفٌ كبيرٌ، له باب واسع، دخل إليه القائد وتبعه الفُرسان بعد أن ربطوا خيولهم بجذوع الأشجار المجاورة. وما لبث الباب أن انغلق وراءهم. مكث الفرسان في الكهف بعض الوقت ثم خرجوا وركبوا خيولهم ومضوا من حيث أتوا، حتّى غابوا عن الأنظار، بعد أن سمع علي بابا قائدهم ينادي بأعلى صوته: أغلق يـا سمسم! علي بابا في الكهف نزل علي بابا من أعلى الشّجرة والدّهشة تكاد تعقد لسانه. وقف أمام الصّخرة يتأمّلها. هل من الممكن أن تتحرّك هذه الصّخرة الهائلة فور النّطق بهذه الجملة؟ نادى علي بابا بأعلى صوته: افتح يا سمسم! ، فإذا بالصّخرة تنشقّ مرّةً ثانيةً عن كهفٍ كبيرٍ مُعتّم؛ فالتقط غُصنًا يابسًا وأشعله ليُنيرَ به طريقه داخل الكهف. دخل الكهف والخوف يتملّكه، فأخذ يتنقل من قاعةٍ إلى أخرى داخل الكهف حتّى وصل إلى قاعةٍ فسيحةٍ، وَجَد فيها كميّات لا تُحصى من الذّهب والفضّة والأحجار الكريمة والثياب المُزركشة. فَرَكَ علي بابا عينيه ليوقظ نفسه من الحلم الجميل، ولكنّه تأكد أنه لا يحلم، بل هو في الحقيقة داخل كهف هؤلاء الفرسان الذين هُم لصوص أشدّاء يُخبّئون ما يسرقون داخل هذا الكهف السّحري الكبير. لم يُضيّع علي بابا الفرصة، بل أخذ يحشو جيوبه بما تصل إليه يداه من الذّهب والجواهر، ثم خرج ونادى بأعلى صوته: أغلق يا سمسم! أفرغ علي بابا جيوبه من المجوهرات التّي استطاع الحصول عليها من مخبأ اللّصوص، ووضعها فوق ظهر حماره ثم غطّاها ببعض الحطب، وعاد إلى منزله ليُخبّئ كنزه في مكانٍ أمينٍ. المكيال الفاضح عندما رأت زوجته كلّ هذه المجوهرات، عَقَدت الدّهشة لسانها واضطربت، وقالت له بصوتٍ غاضبٍ: من أين أتيت بهذه الجواهر الثّمينة، وكيف سرقتها؟ فأجابها علي بابا، وهو يُهدّئ من غضبها: أنا لم أسرق هذه الكنوز وإنّما عثرتُ عليها في كهف جماعة اللّصوص. ثم قصّ عليها قصّة الأربعين لصًا الذّين يُودِعُون ما يسرقونه في كهفٍ اتّخذوه في باطن الجبل في وسط الغابة. هدأت زوجة على بابا وانفرجت أساريرها وأرادت أن تعرف ما قيمة الثّروة التّي أصبحوا يملكونها الآن، ولكنّها لم تستطع أن تعدّ النّقود لكثرتها؛ ولهذا طلبت إلى زوجها أن يذهب إلى بيت أخيه قاسم ويستعير منه المِكيال لتزن به المجوهرات. ذهب علي بابا إلى منزل أخيه قاسم وطلب إلى زوجة أخيه أن تعيره المكيال. استغربت زوجة قاسم هذا الطلب لأنّها تعرف أنّ شقيق زوجها فقيرٌ لا يملك شيئًا يزنه بالمكيال. دبّت الغيرة في قلب زوجة قاسم وقالت في نفسها: ماذا عساه يكيّل هذا الرّجل الفقير؟ لا بُدّ لي من معرفة ذلك. ثم مضت ووضعت في قعر المكيال شيئًا من العسل وأعطته إلى علي بابا، طالبةً إليه ألاّ يتأخّر بإعادته فور الإنتهاء منه. وَزَنََت زوجة علي بابا الأحجار الكريمة والنّقود الذّهبية. ولشدّة سرورها لم تنتبه إلى العسل في قعر المكيال، ولم تنتبه إلى الأحجار الكريمة التي علِقَت في قعره أيضًا. ثمّ وجدت زوجة قاسمٍ في قعر المكيال القطع الكريمة العالقة، فدبّت الغيرة في قلبها. ولمّا جاء زوجها في المساء، أخبرته أنّ أخاه الفقير، علي بابا، أصبح يُكيّل الذّهب بمكيال الحُبوب، ثم أرته القطعة الثّمينة التي علقت في المكيال. قاسـم في الكهف في الصّباح، قصد قاسم منزل أخيه على بابا وأخذ يتودّد إليه على غير عادته، ويسأله عن الطّريقة التي حصل بها على الذّهب بعد أن كان حطّابًا بائسًا فقيرًا. لم يجد علي بابا أمام إلحاح أخيه قاسم بُدًا من أن يخبره بكهف اللّصوص وكلمة السّر افتح يا سمسم. في صباح اليوم التّالي، ذهب قاسم قاصدًا كهف اللّصوص ومعه عشرة بغالٍ مُحمّلة بصناديق فارغةٍ لكي يملأها بشتى الجواهر والأحجار الغالية. وقف قاسم أمام الصّخرة ونادى بأعلى صوته: افتح يا سمسم! فإذا بالصّخرة تنشقّ عن كهفٍ عظيمٍ. دخل قاسم ودوابه إلى قاعة المجوهرات، فبَهَر عينيه بريق الجواهر، وأحسّ بالذّهول ولم يشعر بباب الصّخرة وهو يغلق وراءه، بل اندفع إلى الدّاخل يجمع كلّ ما تستطيع يداه أن تصل إليه ويضعه في الصّناديق التّي أعدّها لهذه الغاية. لمّا امتلأت الصّناديق بالكنوز النّادرة، ساق دوابه نحو الصّخرة ليخرج، لكنّه وقف أمامها حائرًا. فقد أنساه جشعه كلمة السّر افتح يا سمسم. فأخذ يُنادي: افتح يا شعير، افتح يا حمّص، افتح يا قمح،.. ولكن من دون جدوى. فقد ظلّت الصّخرة مغلقةً. فدبّ الخوف إلى قلبه وأقلقه الهَمّ والجزع، وأخذت نفسه تحدّثه بسوء العاقبة بعدما أوصله الطّمع إلى هذا المصير المُؤلم.. مضى عليه وقت ليس بالقصير، وإذا به يسمع وقع حوافر خيول اللّصوص وقد عادوا إلى كهفهم، وصوت قائدهم يُدوي في الخارج: افتح يا سمسم. فتذكّر عندئذٍ كلمة السّر، ولكن بعد فوات الأوان. وارتعدت فرائصه فانزوى في أحد أركان الكهف.. ولكن كيف يستطيع النّجاة، وبغاله المحمّلة بالنفائس الغالية ماتزال في مكانها داخل الكهف؟ ما كاد اللّصوص يرون قاسمًا وبغاله داخل كهفهم حتّى ثار فيهم الغضب. فقبضوا عليه وأعملوا فيه سيوفهم ولم يتركوه إلاّ جثةً هامدةً مقطوعة الذّراعين. عندئذ أمرهم قائدهم بوضع الجثّة على باب الكهف ليكون عبرةً لغيره مِمَّن تُحدّثه نفسه باقتحام مخبئهم. طالت غيبة قاسم عن المنزل، فقلقت زوجته وخافت أن يكون قد مسّه سوء أودى بحياته....]]> قصة بلح الشـاطر حسـن https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%80%d8%a7%d8%b7%d8%b1-%d8%ad%d8%b3%d9%80%d9%86/ Tue, 03 Mar 2020 13:16:56 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4845 قصة انتصار أبي صير https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%b5%d9%8a%d8%b1/ Sun, 01 Mar 2020 04:53:18 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4787 قصة القاضي الصغير https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%b6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ba%d9%8a%d8%b1-2/ Sat, 29 Feb 2020 13:38:10 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4686 قصة هود عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%87%d9%88%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85/ Tue, 14 Jan 2020 12:07:28 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4156 هود عليه السلامقوم عاد هم قوم ذكروا في القرآن بأنهم طغوا على نبي الله هود فأهلكهم الله بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام. {49} وَإِلَى عَادٍأَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ الله مَا لَكُم مِّنْ إِلَـه غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ {50} يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {51} وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ {52} قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ {53}سورة هود. فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَة عَادٍ وَثَمُودَ {13} إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِن خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَة فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ {14} فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {15} فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُم عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ{16} سورة فصلت. قوم عاد قبيلة عربية كانت باليمن، وكانت منازلهم ومساكنهم وجماعتهم أرض الأحقاف، والأحقافُ هي الرمل فيما بين عُمان وحضرموت من أرض اليمن بأرض يقال لها الشِّحر، وقيل كانوا ثلاث عشرة قبيلة وظلموا وقهروا العبادَ بسبب قوتهم التي ءاتاهم الله إياها، فقد زادهم الله في الخِلقة والقوة، وبسَطَ لهم في أجساهم وعظامهم فكانوا طوالاً في أجسامهم وقوامهم، قيل كان أطولُهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراعا، قال تعالى :{واذكروا إذ جعلكم خلفاءَ من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطه} (سورة الأعراف/69). وكانوا أصحاب أوثان وأصنام يعبدونها من دون الله، صنم يقال له صداء، وصنم يقال له صمود، وصنم يقال له الهباء، قال الله تعالى :{ألم ترَ كيف فعل ربُّك بعاد * أرمَ ذات العماد * التي لم يُخلق مثلها في البلاد} (سورة الفجر/6-7-8). أعطى اللهُ تبارك وتعالى قبيلة عاد نِعمًا كثيرة وافرة وخيرات جليلة، فقد كانت بلادهم ذات مياة وفيرة فزرعوا الأراضي وأنشأوا البساتين وأشادوا القصور الشامخة العالية، إضافة لما منحهم اللهُ تعالى فوق ذلك من بَسْطة في أجسادهم وقوة في أبدانهم لكنهم كانوا غير شاكرين لله على نعمه، فاتخذوا من دونه ءالهةً وعبدوا الأصنام وصاروا يخضعون لها ويتذللون ويقصدونها عند الشدة، فكانوا أول الأمم الذين عبدوا الأصنام بعد الطوفان العظيم الذي عم الأرض وأهلك الكافرين الذين كانوا عليها، فبعث اللهُ تبارك وتعالى إليهم نبيَّه هودًا وكان أحسنهم خُلُقًا وأفضلهم موضعًا وأوسطهم نسبًا، فدعاهم إلى دين الإسلام وعبادة الله تعالى وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وأن يُوحّدوا الله الذي خلقهم ولا يجعلوا معه إلهًا غيره، وأن ينتهوا ويكفوا عن الظلم والبغي والفساد بين الناس، ولكنهم عاندوا وتكبروا وكذبوا نبيَّ الله هودًا عليه الصلاة والسلام وقالوا :{من أشدّ منَّا قوة} (سورة فصلت/15)، وءامن به واتبعه أناس قليلون كانوا يكتمون إيمانهم خوفًا من بطش وظلم قومهم الكافرين المشركين، قال الله تبارك وتعالى :{فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحقّ وقالوا من أشدّ منّا قوة أولم يروا أن اللهَ الذي خلقهم هو أشدّ منهم قوّة وكانوا بآياتنا يجحدون} (سورة فصلت/15)، وقال الله تبارك وتعالى :{وإلى عادٍ أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا اللهَ ما لكم من إلهٍ غيره أفلا تتقون} (سورة الأعراف/65) المعنى أن هودًا قال لقومه: يا قوم اعبدوا الله وحده ولا تجعلوا معه إلهًا غيره فإنه ليس لكم إله غيره أفلا تتقون اللهَ ربَّكم فتحذرونه وتخافون عقابَه بعبادتكم غيره وهو خالقكم ورازقكم دون كل ما سواه، فأجابه قومه بما أخبر اللهُ تبارك وتعالى به {قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنُّك من الكاذبين * قال يا قوم ليس بي سفاهةٌ ولكنّي رسولٌ من ربّ العالمين} (سورة الأعراف/66-67)، أي يا قوم ليس بي سفاهة عن الحق والصواب بل إني على الحق المبين والطريق الصواب، رسول من رب العالمين أرسلني إليكم فأنا أبلغكم رسالات ربي وأؤديها إليكم، وأنا لكم ناصحٌ فيما دعوتكم إليه من عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تضرّ ولا تنفع، فاقْبلوا نصيحتي فإني أمين على وحي الله وعلى ما ائتمنني عليه من الرسالة لا أكذب فيه ولا أزيد ولا أبدل، بل أبلغ ما أمرت به كما أمرت. لكنَّ قوم هود رغمَ هذا البيان المقنع والكلام الناصح من نبيهم هود عليه السلام لم يقبلوا الحق الذي جاء به، وأعلنوا له أنهم لن يتركوا عبادة الأصنام وأنهم يعتقدون أن بعض ءالهتهم غضب عليه فأصابه في عقله فاعتراه جنون بسبب ذلك، كما أنهم استبعدوا إعادتهم يوم القيامة وأنكروا قيام الأجساد بعد أن تصير ترابًا وعظامًا، فقال لهم نبيُّهم هود عليه السلام ما أخبرنا الله به في القرءان الكريم :{وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءايَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)} (سورة الشعراء). وقال تعالى مخبرًا عن قول هود عليه السلام في موضع ءاخر من القرءان الكريم {يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ (52)} (سورة هود). فبين لهم سيدنا هود عليه السلام أنَّه لا يَطلُب على نصيحته لهم أجرًا يأخذه منهم أو رئاسة يتزعم بها عليهم، وأنّه لا يطلب الأجر في دعوته لهم إلى الإيمان والإسلام إلا من الله تبارك وتعالى، ثم قال لهم واعظًا ما معناه أتبنون بكل مكان مرتفع بناءً عظيمًا هائلاً تعبثون ببنائه ولا حاجة لكم فيه وأنتم تسكنون الخيام العظيمة، ثم تتخذون القصور رجاء منكم أن تعمروا في هذه الدار أعمارًا طويلة، ثم ذكر لهم أنهم يتجبّرون ويظلمون الناس فأمرهم أن يتقوا الله بأن يدخلوا في دينه ويعبدوا الله وحده ويطيعوه، وذكّرهم بما أنعم الله به عليهم وبما أمدّهم به من أنعام وبنين وما رزقهم من مياه وافرة وبساتين خضراء يانعة يتنعمون بها، وحذرهم من عذاب الله العظيم يوم القيامة الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم من الكفر والشرك، ولكن قوم هود أصرّوا على كفرهم وعنادهم وقالوا له فيما قالوا: أجئتنا لنعبد الله وحده ونترك عبادة الأوثان والأصنام ونخالف ءاباءنا وأسلافنا وما كانوا عليه، وقالوا له على وجه التهكم والعناد والاستكبار إن كنت صادقًا فائتنا بما تعدنا من العذاب فإنا لا...]]> قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%b9%d9%85%d8%b1-%d8%a8%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%b1%d8%b6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b9%d9%86%d9%87/ Sat, 11 Jan 2020 15:46:05 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4049 عمر بن الخطاب رضي الله عنهفي يوم من الايام عندما كان الاسلام في بداية انتشاره في مكة و كان المسلمون ضعاف دعا النبي محمدﷺ وقال اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ، فاستجاب الله تعالى ، وجاء رجل منهم ليقتل النبي صلّ الله عليه وسلم ، ولكنه ما إن سمع آيات الله تتلى فأسلم ، ,هو الفاروق عمر بن الخطاب رضيَ الله عنه وأرضاه ، وهو ثاني الخلفاء الراشدين ، وواحدًا من العشر المبشرين بالجنة. وُلِد عمر بن الخطاب في مكة المكرمة ، بعد عام الفيل بثلاثة عشر عاماً ، وقد نشأ وترعرع فيها ، وكان يَدينُ بالوثنيّة مثل حال الكثير من النّاس آنذاك ، لكنه أمتاز عن قريشٍ بتعلّمه للقراءة والكتابة ، كما كان يُجيد المصارعة والفروسية وركوب الخيل ونظم الشعر ، وكان يحضرُ أسواق العرب المتعدّدة ، ومن أهمها سوق عكاظ الذي يتبادل فيه الناس الشعر والخطابة. كان عمر بن الخطاب في الجاهلية شديداً على المسلمين ، يتعدى عليهم ويتفنن في تعذيبهم ، وقد فقد المسلمون الأمل في إسلامه لما رأوا منه ، من قسوة على الإسلام والمسلمين . إلا أن هذا كله لم يجعل النبي صلّ الله عليه وسلم يفقد الامل من إسلامه ، وقد كان عليه السلام يقول : اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ، واستجاب الله تعالى دعاء رسوله وأسلم عمر  بن الخطاب ، وآذوه وتنكروا له حتى من كانوا رفاقه في الجاهلية .  ولقّبه رسول الله ﷺ بالفاروق لتحريره الحقّ والصّدع به ، دون أن تأخذه في الله لومه لائم ، وكان يفرق بين الحق والباطل. يقول عمر بن الخطاب : لما أسلمت تلك الليلة تذكرت من أهل مكة أشد الناس عداوة لرسول الله ﷺ ، حتى آتيه فأخبره أني قد أسلمت ؛ قال : قلت : أبو جهل ” عمر بن هشام ” .  قال : فأقبلت حين أصبحت حتى ضربت عليه بابه ، قال : فخرج إلي أبو جهل ، فقال : مرحبا وأهلًا بابن أختي ، ما جاء بك ؟ قال : جئت لأخبرك أني قد آمنت بالله وبرسوله محمد ، وصدقت بما جاء به ؛ قال : فضرب الباب في وجهي وقال : قبحك الله . وقبح ما جئت به .  فقد شعر الكفار بقوة المسلمين التي تتنامى و تزداد و أن قوتهم تتراجع ، فقد أثر إسلام عمر بن الخطاب على المسلمين فقد كان له أثرًا كبيراً ، فقد فرح المسلمون بذلك فرحاً شديداً وقويت شوكتهم و ارتفعت معنوياتهم . قال البكائي حدثني مسعر بن كدام ، عن سعد بن إبراهيم ، قال : قال عبد الله بن مسعود : إن إسلام عمر كان فتحًا ، وإن هجرته كانت نصرًا ، وإن إمارته كانت رحمةً ، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه . و قال ابن مسعود أيضاً : ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة ، حتى أسلم عمر بن الخطاب ، فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلِّ الله عليه وسلم إلى الحبشة ، و هكذا ، بلغ عدد المسلمين بإسلام عمر أربعين رجلاً مسلماً ، وإحدى عشرة إمرأة . عندما أُمر الرسول ﷺ بالهجرة إلى المدينة المنورة هاجر الصحابة سرًا خوفًا من قريشٍ حتى لا تأذيهم. ولكن عمر رضي الله عنه عندما هاجر لم يفعل ذلك فحمل عمر سيفه وقوسه وطاف بالكعبة سبعًا وصلى عند مقام إبراهيم .  وقال للمشركين أنّه ذاهبٌ للهجرة ومن أراد فليتبعه ، فلم يتبعه أحدٌ إلّا قومٌ هاجروا معه ليحتموا به ، فوصل رضي الله عنه إلى المدينة ومعه من هاجر معه من قومه . وشهد رضي الله عنه مع الرسول ﷺ في كافة الغزوات ، وقد دافع في تلك الغزوات دفاعًا باسلًا عن الرسول ﷺ وعن الدين الإسلامي ، كما في غزوة بدر التي قُتل فيها خاله العاص بن هشام .  ودافع عن الرسول ﷺ في أُحد ، عندما علم أنّه على قيد الحياة وقد احتمى بالجبل ، وكان شاهدًا على صلح الحديبية ، بالرغم من كونه معارضًا له لما رأى فيه من شروط ظالمةٍ بحق المسلمين ، وشارك في فتح مكة . وأمّا عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان عمر بن الخطاب ممّن لم يتحمّلوا وقع الخبر فرفض أن يصدّق موته فأخذ يقول أنّ الرسول ﷺ لم يمت حتى أتى أبو بكرٍ الصديق فأجلسه ، وأعاد الأمور إلى نصابها بالخطبة التي ألقاها عند موته ﷺ . وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه المستشار الأول لسيدنا لأبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه ، وخاصةً من الناحية العسكرية ، وقد كان هو من أوقف فتنةً كادت أن تحدث بعد وفاته الرسول ﷺ في اختيار الخليفة .  حينما خطب في الناس في سقيفة بني ساعدة وبايع أبا بكرٍ للخلافة فتبعه الناس في ذلك ، فكان سببًا في استقرار أوضاع المسلمين سواءًا في البيعة أو حروب الردة.  وكما كان – رضي الله عنه – السبب الرئيس في جمع القرآن الكريم بعدما خاف عليه من الضياع ، بسبب استشهاد حفظة القرآن في معركة اليمامة التي قُتل فيها المئات من حفظة القرآن من صحابة رسول الله  ﷺ .  فظلّ مصرّاً على ذلك حتى أقنع أبا بكرٍ رضي الله عنه بذلك ، وكما استلم عمر القضاء سنةً كاملةً في عهد أبي بكر لم يأتِ خلالها له أيّ شخصٍ ليختصم لديه ، فطلب من أبي بكرٍ إعفاءه بعدما رأى أخلاق المسلمين وتمسكهم بتعاليم دينهم . وعندما اقترب أجل أبي بكرٍ رضي الله عنه طلب من الصحابة أن يختاروا خليفةً في حياته ، حتى لا تحدث فتنةً بعد وفاته في اختيار الخليفة ، فعندما عجزوا عن ذلك طلبوا من أبي بكرٍ الاختيار ، فعندما فكّر واستشار عددًا من الصحابة اختار عمر بن الخطاب ، إلّا أنّ البعض منهم عارضوا ذلك كطلحة بن عبيد الله خوفاً من شدّة عمر .  ولكن سيدنا أبا بكرٍ كان يعرف سيدنا عمر حقّ المعرفة ، وكان يعرف الرحمة التي في قلبه ، ففسر شدة عمر لرقته هو في التعامل ، وأنّه كان يحاول موازنة رقّة أبي بكرٍ في الحكم بشدته هو ، وعندها طلب أبو بكرٍ سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ليكتب وصيته للمسلمين ، ولكنه أغمي عليه ، فخاف سيدنا عثمان أن يموت سيدنا أبو بكرٍ ويختلف الناس فكتب اسم سيدنا عمر بن الخطاب.  وعندما استفاق استقرأ سيدنا عثمان فقرأ عليه فكبّر سيدنا أبو بكرٍ وأيّده في ذلك ، وخرج سيدنا أبو بكرٍ قبل وفاته بأيام فأخبر الناس...]]> قصة نوح عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%86%d9%88%d8%ad-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85/ Sat, 04 Jan 2020 20:23:14 +0000 https://www.totitoti.com/?p=3983 نوح عليه السلاملقد أرسل الله تعالى للبشرية جميعًا الأنبياء والرسل لهداية البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، فأرسلهم الله بالكتب المقدسة والمعجزات كذلك ، فلم يرسل الله تعالى ملكًا ليدعو إلى سبيل الله ، وإنما الله أرسل بشرًا لكل قومٍ ، لكي يتكلم بألسنتهم  وجاءت  المعجزة لكي تتناسب مع الزمن والمكان . ولقد عانى الرسل في دعوتهم لله وطريق الحق ، فكان أهلوهم وأقوامهم يؤذونهم ومنهم من حاول قومه قتله والبعض الأخر تم قتلهم ، ولكن الله جل في علاه ، كان يُلهمهم الصبر على البلاء ، فالدعوة لطريق الله ليست بالأمر الهين ، ومن أمثال الرسل الذين عانوا في دعوتهم لسبيل الله تعال هو  نبي الله نوح – عليه السلام . وكان اسمه نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ أي أدريس وينتهي نسبه إلى شيث عليه السلام بن آدم أبي البشر ،  وعرف قبل النبوّة بالصلاح ، والسيرة الحسنة ، والاستقامة ، والخلق الرفيع والمحبة من الناس . وذكر نوح عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم في  حوالي ثلاث وأربعون موضعاً ، وذكر في القرآن الكريم سورة باسمه (سورة نوح) ؛ وبسبب تحمل الأذى الكبير من قومه ، صنّفه الله سبحانه وتعالى من أولي العزم  من الرسل . ولُقِبَ نوحٌ – عليه الصلاة والسلام – بأبي البشر الثاني ، حيث أن أولهم هو آدم – عليه السلام – ، ولقد ورد ذكره في التوراة كما ذُكر في القرآن كذلك، ولقد عاش بعد آدم – عليه السلام – بحوالي ألفٌ وستمائة عام . وكان سيدنا نوحٍ هو أول نبيٍ يبعثه الله بعد النبي إدريس – عليه السلام ، كان نوح عليه السلام أطول البشر عمرًا ، ويُروى أنه يوم وافته المنية جاءه ملك الموت يقول له يا أطول الناس عمرًا كيف وجدت الدنيا فقال وجدتها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الأخر . كان نوحٌ يعمل نجارًا في زمنٍ كان يطول فيه عمر الإنسان ، ويعيش فيه طويلًا ، وكان القوم حينها يعبدون الأصنام من دون الله ، فبعث الله فيهم نوحًا نبيًا وكان عمره حينها ثمان مائةٍ وخمسون عامًا ، وكان يدعوهم ليعبدوا الله وحده ولا يشركون به شيئًا وأن يتقوه ويؤمنون به وأن يكونوا مصلحين. ولكن ما كان ردهم على دعوته إلا أن يضربونه في كل مرة حتى يفقد وعيه تمامًا ، وكلما أفاق وعاد له وعيه اتجه إلى الله – سبحانه وتعالى – داعيًا “ربِ اهدِ قومي إنهم لا يعلمون” فيعودون إلى ضربه حتى تسيل الدماء من أذنيه ويفقد وعيه من جديد ، فيلقونه في بيته أو على عتبة داره فاقدًا للوعي  . وقد أخبرهم نوح – عليه السّلام – أنّه لا يرجو من وراء دعوته إلى الله – سبحانه وتعالى – أيّ أجر ، بل أنّه يبتغي كلّ الأجر من الله وحده ، قال سبحانه وتعالى : ( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ )  سورة الشعراء الآية 109 .  فما هو إلا عامل لله، ومبلِّغ لرسالة ربّه ، غير أنّ قومه لم يستجيبوا له ، وقد وصفوا ما دعاهم إليه بالضّلال ، فقالوا : ( قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )  سورة الأعراف الآية 60 .  وليس ذلك فحسب ، بل أنّهم قد أصرّوا على عنادهم ، وكفرهم ، وشركهم بالله وحده ، قال سبحانه وتعالى: ( وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ) سورة نوح الآية 23 .  وكان نوحٌ – عليه الصلاة والسلام – يدعو قومه بالليل والنهار ، ويحذّرهم من عاقب الله لهم ، ورغم ما تعرّض له من أذى وعذاب استمرّ في دعوته ، ولم ييأس من روح الله ، وقد اتّبعه القلة من فقراء قومه حيث يقدرون ثمانين نفساً ، وكان من بينهم أبناءه الثلاثة “سام ، وحام ، ويافث” ، أمّا الابن الرابع كنعان فلم يتبعه .   أصرّ قوم نوح عليه الصلاة والسلام على الكفر والعصيان ، والعناد بوجه الحق ، وحاربوا كل الضعفاء الذين آمنوا مع سيدنا نوح علية السلام ، وغضب الله – سبحانه وتعالى – على قوم نوح حينما رآهم يكيلون لنبيه السباب والضرب . وهم يعبدون أصنامًا وأوثانًا ما هي إلا أسماء سموها هم وآباؤهم ، ما أنزل الله بها من سلطان ، فعاقبهم الله بأن أعقم نساؤهم وجعلهم غير قادرين على إنجاب الأطفال أربعين سنة ، وكذلك ابتلاهم الله – عز وجل – بالجفاف وقلة المطر ، فأصبحت الزروع يابسة وأراضيهم بورًا ، حتى افتقروا وكادوا يهلكون جميعًا . وأحثهم نوح على الاستغفار ودعاهم لسبيل الله مرة أخرى فقال لهم ” استغفروا ربكم إنه كان غفارًا ” وأخبرهم نوح – عليه الصلاة والسلام – أنهم إذا استغفروا الله تعالى ، سيغفر لهم وينزل المطر ، ويمدهم بالمال والأبناء ، ويمنحهم سعة الرزق ، وأن هذه الأصنام التي يعبدونها لا تملك من لنفسها ضرًا ولا نفعًا ، فكيف لها أن تنفعهم أو تضرهم ؟ لكن قومه رغم الابتلاءات والمصائب التي حلت بهم ، إلا أنهم لم ينصتوا له ، ولم يؤمنوا بالله ولم يستجيبوا لدعوته إلى الله ، وقد رأوا أن كل من آمن معه كانوا من الفقراء الضعفاء فتكبروا عليه ووصفوه بالجنون . بل طلبوا منه أن يطرد الذين آمنوا معه ، ويكف عن مصاحبتهم ، لكن نوحًا – عليه الصلاة والسلام – لم يستسلم حينها ، وظل يدعو إلى الله بكل قوته ،  على أملٍ أن يهتدي قومه ، وظل يؤكد لهم ، أنه لا يدعي الملك وأنه ليس ملكًا ، ولا يملك الخزائن فالخزائن لا يملكها إلا الله – جل وعلا – ، وأنه لن يتخلى عن الذين آمنوا معه حيث أن تخليه عنهم فيه ظلم لهم وأنه لن يكون من الظالمين . وهدده قومه إن لم ينته عن تلك الدعوة ، سوف يعذبونه ويرجمونه بالحجارة ، ولكن نوحًا – عليه الصلاة والسلام – تحداهم ولم يستسلم لكلامهم وتهديدهم ، ورغم أنه ظل يدعوهم لعبادة الله ، وترك الأوثان التي يعبدونها ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا ، إلا أنهم مازالوا على جهلهم ، وتمسكوا به أكثر وطلبوا منه أن يثبت صدقه بأن يأتيهم بالعذاب ، الذي يعدهم به ولكنه قال لهم أن من يأتيهم بالعذاب هو الله تعالى . وبعد أن يئس نوح – عليه الصلاة والسلام – من أن يؤمن قومه ، دعا عليهم فقال : ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا. إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا ) نوح – 26 : 27 . فاستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء نوح .  وأوحى إليه أن يزرع النخيل وظل قومه يسخرون منه وهو لا يكترث بهم ، وبعد خمسين سنة أوحى إليه أن يصنع سفينة ، وأرسل الله له...]]>