قصص الانبياء – توتي توتي https://totitoti.arabwalls.com كان ياما كان ... قصص من كل زمان ومكان Mon, 07 Dec 2020 11:15:37 +0000 ar hourly 1 https://totitoti.arabwalls.com/wp-content/uploads/2018/09/cropped-blackberries-32x32.jpg قصص الانبياء – توتي توتي https://totitoti.arabwalls.com 32 32 قصة طالوت وجالوت مع نبي الله داود https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%b7%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%aa-%d9%85%d8%b9-%d9%86%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%af%d8%a7%d9%88%d8%af/ Sat, 24 Oct 2020 17:26:22 +0000 https://www.totitoti.com/?p=5232 داود يقتل جالوتكان بنو إسرائيل قد عاشوا فترة من الزمن على الإيمان والاستقامة وكان الله جل وعلا يرسل إليهم الأنبياء ليرشدوهم إلى طريق الحق وإلى طريق الخير. ولكنهم مع مرور الزمن بدلوا وحرفوا وابتعدوا عن طاعة الله كثيرا ووقعوا في معصية الله وعبد بعضهم الأصنام. وظل الأنبياء يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر ومع ذلك ظلوا على حالهم من المخالفة والعصيان إلى أن سلط الله عليهم أعداءهم فقتلوا منهم عددا كبيرا وأسروا منهم عددا كبيرا وأخذوا منهم بلاداً كثيرة. وكان بنو  اسرائیل قبل وقوعهم في المعاصي لا يقاتلون أحدا إلا غلبوه … وذلك لأنهم كان عندهم التوراة والتابوت الذي كان في قديم الزمان .. وكان ذلك التابوت قد ورثوه جيلاً بعد جيل من موسى عليه السلام وكان فيه أشياء كثيرة تركها موسى وأله وهارون وأله عليهما السلام. كان التابوت نعمة من نعم الله على بني إسرائيل وكان لهذا التابوت عندهم شأنٌ عجيب ، ونبأ طريف : كانوا إذا اشتبكوا مع أعدائهم في قتال ، أو التقوا بهم في ساحة نزال ، يحملونه بين أيديهم ، ويقدمونه في صفوفهم ، فينتشرُ في قلوبهم سكينةٌ واطمئناناً ، ويبعثُ في أعدائهم هلعاً ورعباً ؛ لسر عجيب فيه ، ومزايا خصهَُ الله بها. فلم يزل بنو إسرائيل في غيهم وضلالهم حتى استطاع أحد الملوك أن يأخذ منهم التابوت والتوراة في بعض حروبهم ولم يكن فيهم أحد يحفظ التوراة إلا القليل. وانقطعت النبوة من أسباطهم ، ولم يبق من سبط (لاوى) الذي يكون فيه الأنبياء إلا امرأة حامل من زوجها وقد قُتل. فأخذوها فحبسوها في بيت واحتفظوا بها لعل الله يرزقها غلاماً يكون نبيَّا لهم ، ولم تزل المرأة تدعو الله عز وجل أن يرزقهاغلاماً ، فسمع لها ووهبها غلاماً ، فسمَّته شمويل أي سمع الله دعائی ومنهم من يقول : شمعون. فأنبته الله نباتاً حسناً ، فلما بلغ سن الأنبياء أوحى الله إليه ، وأمره بالدعوة إليه وتوحيده ، فدعا بنی إسرائيلي. وظل شمويل يتابعهم بالدعوة ويأمرهم بالتوبة والعودة إلى الله جل وعلا وترك عبادة الأصنام… وبعد جهد كبير عادوا إلى الله جل وعلا وتابوا من عبادة الأصنام وبدأوا يصلون ويصومون حتی يرضی الله عنهم. ولكنهم لم ينسوا ذل الهزيمة التي لحقت بهم من قبل وكيف أن التابوت قد أُخذ منهم وكذلك التوراة. فأرادوا أن يغيروا واقعهم الذليل وأن يبدلوا ذُلهم وهزيمتهم نصراً وعزاً. وأخذوا يفكرون كيف يعود إليهم العز مرة أخرى فلم يجدوا إلا سبيلاً واحداً ألا وهو الجهاد في سبيل الله جل وعلا. فذهبوا إلى نبيهم شمویل علیه السلام وقالوا له : نريد منك شيئا عزيزاً ونتمنى ألا ترد طلبنا. فقال شمویل علیه السلام: ماذا تريدون ؟ قالوا : نريد منك أن تختار لنا ملكاً يتولى أمرنا، ويقودنا في قتال أعدائنا حتى تعود إلينا العزة مرة أخرى. ولكن شمویل  علیه  السلام يعلم أنهم لا يصدقون في وعودهم أبداً ، وأنهم عندما يؤمرون بالقتال فسوف ينكصون و يفرون من الجهاد. فقال لهم: ولكن هل لو كتب الله عليكم الجهاد في سبيله هل ستصدقون وتقاتلون؟ قالوا: نعم سنقاتل … إننا ننتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر حتی ننزع الذل الذي نعيش فيه وتعود إلينا العزة … وكيف لا نقاتل وقد أخرجنا من ديارنا … وأصبح أبناؤنا عبيدا عند أعدائنا. فلما رأی شمويل إصرارهم على الجهاد في سبيل الله، سأل ربه جل وعلا فأوحى الله إليه أنه قد استجاب له ولقومه وأنه قد اختار طالوت لیکون هو ملكهم الذي يقودهم إلى النصر والعزة والتحرير. ” طالوت ” ملكا على بني إسرائيل خرج شمویل علی بني اسرائیل وهم في غاية الشوق لمعرفة الملك الذي يقودهم  في حروب العزة و النصر. فقال لهم شمويل: إن الله قد استجاب لدعائنا واختار لكم ملكاً لیکون لكم قائداً في جهادكم. ففرحوا بذلك أشد الفرح وقالوا: من هو یا شمویل؟ فقال لهم: إنه طالوت. ‎ ‎فاعترضوا ورفضوا رفضا شديدا وقالوا : كيف يكون طالوت ملكا علينا وهو فقير لا يملك مالاً وليس من بیت الملك وعائلة الملوك .. فنحن أحق بالملك منه. فقال شمویل : إن الله هو الذي اختاره عليكم وليس اختیاري أنا، فلماذا تعترضون ؟! لقد تعجب نبی الله شمويل من موقف هؤلاء القوم الذين كانوا يريدون أي ملك ، فلما اختار الله لهم طالوت ملكا اعترضوا. فبين لهم النبي المواصفات التي تؤهله للملك ، وأنه هو أنسب الناس للملك حسب الميزان الرباني الإيماني: إن الله اصطفاه عليكم ، والله حكيم خبير. وإن الله زاده بسطة في العلم و تمكناً منه ، و أن الله زاده بسطة وقوة في الجسم تعينه على النهوض بأعباء الملك و مشقات القيادة. ثم لماذا يعترضون عليه؟ ان الله يؤتي ملکه من یشاء. والله واسع عليم ، وطالما ان الله آتی طالوت الملك فهو الملك المؤهل له. فقالوا له : نريد علامة وآية تدل على أن الله هو الذي اختار لنا طالوت ملكاً. فقال لهم شمویل: إن الآية والعلامة التي تؤكد لكم أن الله قد اختار لكم طالوت ملكا أن يأتيكم التابوت الذي أُخذ منكم وفيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسی وآل هارون، تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنین. يأتيهم التابوت الذي كان لهم ، يأتيهم وحيدا بدون قتال ، ولا حرب ، ولا انتصار على أعدائهم الذين سلبوه منهم. إن الملائكة هي التي ستحمل هذا التابوت ، وتوصله إليهم. و حملُ الملائكة للتابوت وتوصيله إليهم دليل على أن الله رضى لهم طالوت ملكاً،  والملائكة رضيت لهم طالوت ملكاً. وهذا التابوت كان يحوي سكينةً من ربهم، والسكينة هي الطمأنينة والراحة والرضى واليقين ، كما كان يحوی بقية مما ترك آل موسى وآل هارون . ولعل هذه البقية شیء مادي ورثوه عن آل موسى وآل هارون. وتحققت الآية التي وعدهم بها نبيهم ، وحملت لهم الملائكة التابوت ، وأوصلته إليهم ، فوافقوا على تملك طالوت عليهم. و منذ هذه اللحظة وأصبح طالوت ملكا على بني إسرائيل.  وكان بنو إسرائيل في قمة السعادة لعودة التابوت مرة أخرى. وتمر الأيام ويعلم طالوت أن الأعداء يجهزون أنفسهم لقتالهم وكان على رأس جيش الأعداء رجل يقال له ( جالوت ) وكان حاكماً ظالماً. فأخذ طالوت يجهز جيشه من بني إسرائيل ويبث فيه الروح المعنوية ويُذكرهم بالأجر والثواب لمن خرج مجاهداً في سبيل الله. ويذكرهم بأن الله جل وعلا وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين. وفي اليوم المحدد خرج بهم طالوت للقاء الأعداء في هذه المعركة الفاصلة فلما خرج بجنوده وكان جيشه ثمانين ألفا قال لهم: ( إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ) البقرة 249، أي مختبركم بنهر وهو نهر الشريعة بين الأردن وفلسطين. فعندما تمرون عليه لا تشربوا منه ، فمن...]]> قصة غرق فرعون و ما فعله جبريل عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%ba%d8%b1%d9%82-%d9%81%d8%b1%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88-%d9%85%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%87-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7/ Thu, 16 Jan 2020 05:42:18 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4177 من قصص السيرة النبويةلم تشهد البشرية طاغيا متسلطاً كفرعون حاكم مصر، فقد طغى واستكبر في الأرض بغير حق  وجعل من نفسه إلهاً على الناس، ولكن الشر مهما استعلا وطغى وبغى فلا بد له من نهاية مريرة . والطغاة قد تخدعهم قوتهم وسطوتهم المادية ، فينسون قوة الله وجبروته ، فيهلكهم الله عز وجل. وتمرّ الأيام حتى تأتي نهاية هذا الظالم ، في مشهدٍ ذكر القرآن لنا طرفاً منه ، وجاءت القصّة النبويّة التي بين أيدينا لتضيف تفاصيل أخرى لتلك اللحظات. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( لما أغرق الله فرعون قال : { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } ( يونس : 90 ) ، فقال جبريل عليه السلام : يا محمد ، فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه ، مخافة أن تدركه الرحمة ) رواه الترمذي . شرح القصة حدثنا القرآن طويلاً عن فرعون وطغيانه وجبروته، كما أخبرنا عن نزول نقمة الله به وبجنده، عندما أغرقهم  فأهلكهم، وقد كان جبريل حاضرا شاهدا، وقد أخبر جبريل  رسولنا أن فرعون عندما أدركه الغرق، وقال: آمنت  أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل أخذ يحشي فمه بطين البحر، حتى  لا يمكّنه من النطق بكلمة التوحيد، خشية أن تدركه رحمة الله ويقبل توبته.   وما فعل جبريل ما فعله إلا من شدة حنقه على ذلك الطاغية الذي أمعن  في الكفر والإفساد، ومحاربة الإسلام، وفتنة المؤمنين . العبر المستوحاة من القصة عظمة رحمة الله، فقد خشي جبريل وهو أعلم الخلق بالله أن تنال  رحمة الله فرعون عندما نطق بكلمة التوحيد في غرقه . فضل كلمة التوحيد، فإن جبريل خشي أن يرحم الله بها فرعون  الكافر، فكيف إذا قالها العبد في حال الصحة والعافية موقنا بها،ا شك أن في ذلك أجر عظيم وثواب جزيل . شدة بغض الملائكة للكفرة المجرمين. أن من شروط التوبة أن تكون في زمن الإمكان والمهلة ، أما وقد بلغت الروح الحلقوم ، ووصل الإنسان إلى حال الغرغرة ، فهناك لا تنفع التوبة ، فعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ). هنا بعض الأيات التي تم ذكر فرعون الطاغية فيها: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (24) سورة طـه. {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (4) سورة القصص. {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} (50) سورة البقرة. {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (90) سورة يونس ((فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُون)).سورة يونس]]> قصة كبت الله الكافر وأخدمَ وليدة https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%83%d8%a8%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%b1-%d9%88%d8%a3%d8%ae%d8%af%d9%85%d9%8e-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af%d8%a9/ Wed, 15 Jan 2020 16:33:34 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4125 من قصص السيرة النبويةبعث الله إبراهيم  عليه السلام  وليس على وجه الأرض يومئذ مسلم فجرى عليه من قومه ما جرى وآمنت به امرأته سارة ثم أمن له لوط – عليه السلام – ومع هذا نصره الله ورفع قدره وجعله إماما للناس. ومنذ ظهر إبراهيم – عليه السلام – لم يعدم التوحيد في ذريته كما قال تعالى: { وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون } فإذا كان هو الإمام فنذكر شيئا من أحواله لا يستغني مسلم عن معرفتها. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( بينما إبراهيم عليه السلام ذات يوم و سارة ، إذ أتى على جبّار من الجبابرة ، فقيل له : إن ها هنا رجلاً معه امرأة من أحسن الناس ، فأرسل إليه ، فسأله عنها فقال : من هذه ؟ فقال له : أختي ، فأتى سارة فقال : يا سارة ، ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي ، فلا تكذبيني ، فأرسل إليها ، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده ، فأُخذ ، فقال : ادعي الله ولا أضرّك ، فدعت الله فأُطلق ، ثم تناولها الثانية فأُخذ مثلها أو أشد ، فقال : ادعي الله لي ولا أضُرّك ، فدعت فأُطلق ، فدعا بعض حجبته فقال : إنكم لم تأتوني بإنسان ، إنما أتيتموني بشيطان ، فأَخدمها هاجر ، فأتته – وهو يصلي – ، فأومأ بيده : مهيا ، قالت : ردّ الله كيد الكافر – أو الفاجر – في نحره ، وأخدم هاجر ) رواه البخاري . وفي رواية أخرى للحديث : ( لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ، إثنتين منهن في ذات الله عز وجل ، قوله : { إني سقيم } ، وقوله : { بل فعله كبيرهم هذا } ، وبينما هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة ، دخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبّار من الجبابرة ، فقيل : دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء ، فأرسل إليه أن يا إبراهيم ، من هذه التي معك ؟ ، قال : أختي ،  ثم رجع إليها فقال : لا تُكذّبي حديثي ، فإني أخبرتهم أنك أختي ، والله ما على الأرض مؤمن غيري وغيرك ، فأرسل بها إليه ، فقام إليها ، فقامت تتوضّأ وتصلي فقالت : اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي ، فلا تُسلّط عليّ الكافر ، فغُطّ حتى ركض برجله ، فقالت : اللهم إن يمت يُقال هي قتلته ، فأُرسل ، ثم قام إليها فقامت تتوضأ وتصلي وتقول : اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي ، فلا تُسلّط علي هذا الكافر ، فُغطّ حتى ركض برجله ، فقالت : اللهم إن يمت يقال هي قتلته ، فأُرسل في الثانية أو في الثالثة فقال : والله ما أرسلتم إلي إلا شيطاناً ،  أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها هاجر ، فرجعت إلى إبراهيم عليه السلام فقالت : أشعرت أن الله كَبَتَ الكافر ، وأخدمَ وليدةً ؟ ) رواه البخاري . شرح القصة منذ فجر التاريخ كان طريق الأنبياء عليهم السلام محفوفاً بالمتاعب ، وحياتهم مليئة بأصناف البلاء التي تتوالى عليهم المرّة تلو الأخرى ، وتلك سنّة الله في أنبيائه . وكان لنبي الله إبراهيم نصيبٌ وافرٌ من ذلك ، فقد لقي في حياته ألواناً من الأذى النفسي والجسديّ ، في نفسه وأهله ، ناهيك عن فراق الأوطان ، ومقابلة قومه لدعوته بالصدّ والاستهزاء . ومع مشهدٍ من مشاهد الابتلاء التي عايشها إبراهيم عليه السلام ، مشهد يرسم لنا على وجه الدقّة نصرة الله لأوليائه على أعدائه ، وكيف يحميهم من محاولات المكر بهم ، مصداقاً لقوله تعالى : { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } ( غافر : 51). فبعد أن أفرغ إبراهيم جهده في دعوة قومه بكافّة الوسائل ، وما قابلوه من محاولةِ قتله والتخلّص منه ، كان من الضرورة أن يبحث له عن أرضٍ أخرى يتمكّن فيها من عبادة الله بحريّة أكبر ، ويمارس واجبه الدعوي مع أقوامٍ آخرين . وانتهى المسير بإبراهيم عليه السلام إلى أرض مصر مصطحباً معه زوجته سارة عليهما السلام ، ومع مضيّ الوقت بدأ الناس يسمعون به وبزوجته ، وكانت سارة عليها السلام على قدرٍ عالٍ من الجمال قلّ أن يوجد له نظير ، وتناقل الناس أخبارها حتى وصل ذكرها إلى ملكهم ، وكان طاغية من الطغاة الذين لا يتورّعون عن سفك الدماء لأتفه الأسباب . عندها أرسل الملك إلى إبراهيم عليه السلام ليقابله ويسأله عن سارة ، فقال له : إنها أختي – وهو يقصد أخوّة الإسلام – ، والسبب في ذلك أن العادة قد جرت عند ذلك الملك أن يتعرّض للنساء المتزوّجات دون الأبكار ، ففطن إبراهيم عليه السلام لتلك الحقيقة فادّعى أنها أخته ليحميها من السوء الذي يُراد بها ، لكنّ الملك كان مصرّاً على رؤية سارة عليها السلام فطلب من نبي الله إبراهيم أن يعود إليه بها. وشعر إبراهيم عليه السلام بخطورة الموقف ، فعاد إلى زوجته مسرعاً وأخبرها بما جرى بينه وبين الملك ، وأوصاها أن تكتم حقيقة أمرها ، حتى يتمكّنا من النجاة من هذه المحنة العصيبة . وإن بلاءً بهذا القدر لا يكشفه إلا مجيب المضطرّين ومغيث المكروبين ، فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا أن استغاث بربّه وفزع إلى مولاه ، سائلاً أن يحفظ عليه زوجته من كيد الملك. ودخلت سارة عليها السلام على الملك متطهّرة ولسانها يلهج بالدعاء ألا يُسلّط عليها أحداً ، ولما قام الملك إليها وأراد النيل منها ، قبض الله يده عنها ، وشعر باختناق حتى جعل يركض برجله كالمصروع ، وفي غمرة آلامه طلب منها أن تدعو الله له أن يزول عنه البلاء ، ووعدها ألا يتعرّض لها ، فدعت الله أن يكشف عنه حتى لا تُتهم بقتله . وعلى الرغم من الوعود التي قطعها الملك على نفسه إلا أنه حاول النيل منها ثلاث مرّات ، وفي كلّ مرّة يصيبه ذلك الانقباض والاختناق ، حتى يأس من الوصول إليها ، وعلم أنها محفوظة بحفظ الله ، فأطلق سراحها وأهدى لها خادمة هي هاجر عليها السلام ، ولمّا خرجت من عنده عاتب أعوانه قائلاً لهم : ” إنكم لم تأتوني بإنسان ، إنما أتيتموني بشيطان ” وذلك لظنّه أن ما أصابه من الصرع من أعمال الجن وتصرّفاتهم . وانطلقت سارة عليها السلام مسرعةً إلى زوجها لتبشّره بنجاتها وسلامتها ، فدخلت عليه...]]> قصة نوح عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%86%d9%88%d8%ad-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-2/ Wed, 15 Jan 2020 10:26:21 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4168 نوح عليه السلامإنّ قصص الأنبياء عليهم السّلام تمثّل مراكز للتّأهيل للدّعوة إلى إظهار الحقّ وإبطال الباطل، كما أنّها تعدُّ مدارس للتّدريب على الصّبر من أجل إرشاد العباد إلى ما فيه صلاحهم في الدّنيا، وفلاحهم في الآخرة. وقصّة نوح عليه السلام  في القرآن الكريم تأتي ضمن الإطار المشار إليه آنفًا، فهي تعدُّ منارة للدّعاة يستضيئون بهديها في طريق دعوتهم، كما تعدّ مدرسة للمجاهدين في سبيل إعلاء كلمة الحقّ وإزهاق الباطل. وهي قبل هذا وذاك تعتبر مثالاً يُحتذى للمضي قدمًا في طريق الثّبات على المبدأ، وتحمّل المشاق والصّعاب من أجل نشره بين النّاس. كان نوح عليه السلام  تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوه وكذبوه، ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس، واستمر الكفرة في طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتى يرفع الله عنهم العذاب فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلى كفرهم، وأخذ يدعوهم 950 سنة ثم أمره الله ببناء السفينة وأن يأخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء الطوفان فأغرقهم أجمعين. حال الناس قبل بعثة نوح عليه السلام قبل أن يولد قوم نوح عاش خمسة رجال صالحين من أجداد قوم نوح، عاشوا زمنا ثم ماتوا، كانت أسماء الرجال الخمسة هي: (ودَّ، سُواع، يغوث، يعوق، نسرا). بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل في مجال الذكرى والتكريم، ومضى الوقت ومات الذين نحتوا التماثيل وجاء أبنائهم  ومات الأبناء وجاء أبناء الأبناء ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوة خاصة واستغل إبليس الفرصة، وأوهم الناس أن هذه تماثيل آلهة تملك النفع وتقدر على الضرر وبدأ الناس يعبدون هذه التماثيل. إرسال نوح عليه السلام كان نوح عليه السلام  على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم. وكان كثير الشكل لله عزّ وجلّ. فاختاره الله لحمل الرسالة فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته: “يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ”. بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية  وحقيقة البعث. هناك إله خالق وهو وحده الذي يستحق العبادة وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة، يوم عظيم، فيه عذاب يوم عظيم. شرح “نوح” لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق. أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان. كيف خلقه، ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام غير ظلم خانق للعقل. تحرك قوم نوح في اتجاهين بعد دعوته. لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء، وانحنت على جراحهم وآلامهم بالرحمة، أما الأغنياء والأقوياء والكبراء، تأملوا الدعوة بعين الشك، ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاع على ما هي عليه، فقد بدءوا حربهم ضد نوح. في البداية اتهموا نوحا بأنه بشر مثلهم:”فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا”. قال تفسير القرطبي: الملأ الذين كفروا من قومه هم الرؤساء الذين كانوا في قومه. يسمون الملأ لأنهم مليئون بما يقولون. قال هؤلاء الملأ لنوح: أنت بشر يا نوح. رغم أن نوحا لم يقل غير ذلك، وأكد أنه مجرد بشر،  والله يرسل إلى الأرض رسولا من البشر، لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسل الله رسولا من الملائكة، استمرت الحرب بين الكافرين ونوح عليه السلام. في البداية، تصور الكفرة يومها أن دعوة نوح  عليه السلام لا تلبث أن تنطفئ وحدها، فلما وجدوا الدعوة تجتذب الفقراء والضعفاء وأهل الصناعات البسيطة بدءوا الهجوم على نوح من هذه الناحية. هاجموه في أتباعه، وقالوا له: لم يتبعك غير الفقراء والضعفاء والأراذل. هكذا اندلع الصراع بين نوح ورؤساء قومه. ولجأ الذين كفروا إلى المساومة. قالوا لنوح: اسمع يا نوح إذا أردت أن نؤمن لك فاطرد الذين آمنوا بك إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوم وأغنياؤهم، ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء. واستمع نوح إلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون، ورغم ذلك كان طيبا في رده. أفهم قومه أنه لا يستطيع أن يطرد المؤمنين، لأنهم أولا ليسوا ضيوفه، إنما هم ضيوف الله وليست الرحمة بيته الذي يدخل فيه من يشاء أو يطرد منه من يشاء، إنما الرحمة بيت الله الذي يستقبل فيه من يشاء. كان نوح يناقش كل حجج الكافرين بمنطق الأنبياء الكريم الوجيه. وهو منطق الفكر الذي يجرد نفسه من الكبرياء الشخصي وهوى المصالح الخاصة. قال لهم إن الله قد آتاه الرسالة والنبوة والرحمة. ولم يروا هم ما آتاه الله، وهو بالتالي لا يجبرهم على الإيمان برسالته وهم كارهون. إن كلمة لا إله إلا الله لا تفرض على أحد من البشر. أفهمهم أنه لا يطلب منهم مقابلا لدعوته، لا يطلب منهم مالا فيثقل عليهم، إن أجره على الله، هو الذي يعطيه ثوابه. أفهمهم أنه لا يستطيع أن يطرد الذين آمنوا بالله، وأن له حدوده كنبي. وحدوده لا تعطيه حق طرد المؤمنين لسببين: أنهم سيلقون الله مؤمنين به فكيف يطرد مؤمنا بالله؟ ثم أنه لو طردهم لخاصموه عند الله، ويجازي من طردهم، فمن الذي ينصر نوحا من الله لو طردهم؟ وهكذا انتهى نوح إلى أن مطالبة قومه له بطرد المؤمنين جهل منهم. وعاد نوح يقول لهم أنه لا يدعى لنفسه أكثر مما له من حق، وأخبرهم بتذللـه وتواضعه لله عز وجل، فهو لا يدعي لنفسه ما ليس له من خزائن الله، وهي إنعامه على من يشاء من عباده، وهو لا يعلم الغيب، لأن الغيب علم اختص الله تعالى وحده به. أخبرهم أيضا أنه ليس ملكا. بمعنى أن منزلته ليست كمنزلة الملائكة  قال لهم نوح: إن الذين تزدري أعينكم وتحتقر وتستثقل، إن هؤلاء المؤمنين الذي تحتقرونهم لن تبطل أجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم، الله أعلم بما في أنفسهم. هو الذي يجازيهم عليه ويؤاخذهم به.، أظلم نفسي لو قلت إن الله لن يؤتيهم خيرا. وسئم الملأ يومها من هذا الجدل الذي يجادله نوح. حكى الله موقفهم منه في سورة (هود):”قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ “(34) (هود) أضاف نوح إغواءهم إلى الله تعالى تسليما بأن الله هو الفاعل في كل حال غير أنهم استحقوا الضلال بموقفهم الاختياري وملئ حريتهم وكامل إرادتهم فالإنسان صانع لأفعاله ولكنه محتاج في صدورها عنه إلى ربه  بهذه النظرة يستقيم معنى مساءلة الإنسان عن أفعاله. كل ما في الأمر أن الله ييسر كل مخلوق لما خلق له، سواء أكان التيسير إلى الخير أم...]]> قصة النبي أيوب عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%d8%a3%d9%8a%d9%88%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85/ Wed, 15 Jan 2020 08:29:33 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4170 نبي الله أيوب عليه السلامأيوب عليه السلام هو من أنبياء الله الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم.  يعرفه العام والخاص، حيث يضرب بإسمه المثل في  صبر الصابرين فيقال “صبر أيوب”! فيا تُرى ما هي قصةُ أيوب عليه السلام. أيوب عليه السلام من ذرية يوسف عليه السلام، تزوج سيدة عفيفة وكان أيوب عليه السلام وزوجته الكريمة يعيشان في منطقة “حوران”. وقد أنعم الله على أيوب عليه السلام بنعم كثيرة فرزقه بنينًا وبنات، ورزقه أراضي كثيرة يزرعها فيخرج منها أطيب الثمار. كما رزقه قطعاناً من الماشية بأنواعها المختلفة، آلاف من رءوس الأبقار، والأغنام، والماعز وأخرى من الجمال. وفوق ذلك كله أعلى الله مكانته واختاره للنبوة. وكان أيوب عليه السلام ملاذًا وملجئًا للناس جميعًا وبيته قبلة للفقراء لما علموا عنه كونه يجود بما لديه ولا يمنعهم من ماله شيئًا. ولا يطيق أن يرى فقيرًا بائسًا، وبلغ من كرمه عليه السلام أنه لا يتناول طعامًا حتى يكون لديه ضيفًا فقيرًا.وهكذا عاش أيوب عليه السلام، يتفقد العمل في الحقول والمزارع، ويباشر على الغلمان والعبيد والعمال، وزوجته تطحن وبناته يشاركن الأم وأبناء أيوب عليه السلام يحملون الطعام ويبحثون عن الفقراء والمحتاجين من أهل القرية، والخدم والعمال يعملون في المزارع والأراضي والحقول. وكان أيوب عليه السلام يشكر الله ويدعو الناس إلى كل خير وينهاهم عن كل شر. أحب الناسُ ساعدهم جميعاً ولم يتكبر بسبب ما لديه من مزارع وحقول وماشية وأولاد. كان يمكنه أن يعيش في راحة، ولكنه كان يعمل بيده، وزوجته هي الأخرى كانت تعمل في بيتها. بعد ذلك راح الشيطان يوسوس للناس: إن أيوب يعبد الله لأنه أعطاه هذا الخير العميم والفضل الكثير من البنين والبنات والأموال من قطعان الماشية والأراضي الخصبة، فأيوب يعبد الله لذلك وخوفا على أمواله. ولو كان فقيرًا ما عبد الله ولا سجد له. ووجد الشيطان من يسمع له ويصغى لما يقول من وساوس.  فتغيرّت نظرتهم إلى أيوب عليه السلام وأصبحوا يقولون: ” إن أيوب لو تعرض لأدنى مصيبة لترك ما هو فيه من الطاعة والإنفاق في سبيل الله..  ألا ترون كثرة أولاده وكثرة أمواله وكثرة أراضيه المثمرة، فلو نزع الله منه هذه الأشياء لترك عبادة الله بل سينسى الله. ورويدًا رويدًا، تحول أهل حوران ونقموا على أيوب عليه السلام بعدما كانوا يحبونه حبا جما. وأصبحوا يرون أيوب عليه السلام من بعيد فيتحدثون عنه بصورة مؤذية. بدأت المحنة والابتلاء من الله تعالى فبينما كان كل شيء يمضي هادئاً كان أيوب عليه السلام حامدًا شاكرًا ساجدًا لله تعالى على نعمه الكثيرة وأولاده ينعمون ويشكرون الله. وبينما الجميع في عافية من أمره مغتبطًا مسرورًا، إذ وقعت الابتلاءات والمحن فجاء أحد العمال يجرى ويصيح: ـ يا سيدي..  يا نبي الله؟!! ـ ماذا حصل؟! تكلم. ـ لقد قتلوهم.. قتلوا جميع رفاقي.. الرعاة والفلاحين.. جميعهم قتلوا وجرت دماؤهم فوق الأرض.. ـ كيف حدث ذلك؟! ـ هاجمنا اللصوص.. وقتلوا من قتلوا وأخذوا ما معنا من ماشية. أيوب عليه السلام أخذ يردد: إنا لله وإنا إليه راجعون. إن الله سبحانه شاء أن يمتحن أيوب وأراد أن يبين للناس أن أيوب عليه السلام رجلاً صابرًا محتسبًا ولا يعبده لأنه في غنى وعافية. في اليوم التالي نزلت الصواعق من السماء على أحد الحقول التابعة لما يملكه أيوب عليه السلام. وجاء أحد الفلاحين ،وكانت ثيابه محترقة وحاله يُرثى له. هتف أيوب عليه السلام: ـ ماذا حصل؟! ـ النار! يا نبي الله النار!! ـ ماذا حدث؟ ـ احترق كل شيء.. لقد نزل البلاء.. الصواعق أحرقت الحقول والمزارع.. أصبحت أرضنا رمادًا يا نبي الله.. كل رفاقي ماتوا احترقوا. قالت زوجة أيوب عليه السلام: ـ ما هذه المصائب المتتالية؟! ـ اصبري يا امرأة.. هذه مشيئة الله. ـ مشيئة الله!! أجل..  لقد حان وقت الامتحان..  ما من نبي إلاّ وامتحن الله قلبه . نظر أيوب عليه السلام إلى السماء وقال بضراعة: ـ الهي امنحني الصبر في ذلك اليوم أمر أيوب عليه السلام الخدم والعبيد بمغادرة منزله. والرجوع إلى أهاليهم والبحث عن عمل آخر. وفى اليوم التالي حدثت مصيبة تتكسرأمامها قلوب الرجال. لقد مات جميع أولاده، البنين والبنات، حيث اجتمعوا في دار لهم لتناول الطعام فسقطت عليهم الدار فماتوا جميعا. وازدادت محنة أيوب عليه السلام أكثر فأكثر فلقد اُبتلى في صحته وانتشرت الدمامل في جسمه وتحول من الرجل الحسن الصورة والهيئة إلى رجل يفر منه الجميع. ولم يبق معه سوى زوجته الطيّبة وأصبح منزله خالياً لا مال له، لا ولد، ولا صحة. عَلَّمَ أيوبُ عليه السلام زوجته أن هذه مشيئة الله، وعلينا أن نسلّم لأمره. حاول الشيطان اللعين أن ينال من قلب أيوب عليه السلام، فأخذ يوسوس إليه من كل جانب قائلا: ماذا فعلت يا أيوب حتى يموت أولادك وتصاب في أموالك، ثم تصاب في صحتك. فاستعاذ أيوب عليه السلام بالله من الشيطان الرجيم وتفل على الشيطان الرجيم ففر من أمامه. وكذلك فعلت زوجته وطردت وساوس الشيطان. وكان أيوب عليه السلام لا يزداد مع زيادة البلاء إلا صبرًا وطمأنينة. ويأس الشيطان من أيوب وزوجته الصابرين المحتسبين فاتجه إلى أهل حوران ينفث فيهم الوساوس حتى جعلهم يعتقدون أن أيوب عليه السلام أذنب ذنباً كبيراً فحلّت به اللعنة. ونسج الناسُ الحكايات والقصص حول أيوب عليه السلام وتطور الأمرُ أكثر حتى ظنوا أن في بقائه خطرًا عليهم. فعقدوا العزم أن يخرجوا أيوبَ من أرضهم وجاءوا إلى منزله ولم يكن معه في منزله سوى زوجته، وقالوا له: نحن نظنّ أن اللعنة قد حلّت بك ونخاف أن تعمّ القرية كلها.. فاخرج من قريتنا واذهب بعيداً عنا نحن لا نريدك أن تبقى بيننا. غضبت زوجته من هذا الكلام قالت: نحن نعيش في منزلنا ولا يحق لكم أن تؤذوا نبي الله في بيته وفى عقر داره. فردُّوا عليها بوقاحة: إذا لم تخرجا فسنخرجكما بالقوّة. لقد حلّت بكما اللعنة وستعمّ القرية كلها بسببكما. حاول أيوب عليه السلام أن يُفْهِمَ أهل القرية أن هذا امتحان وابتلاء من الله، وأن الله يبتلى الأنبياء ابتلاءات شديدة حتى يكونوا مثلا ونموذجًا لتعليم الناس. قالوا له: ولكنك عصيت الله وهو الذي غضب عليك. قالت زوجته: انتم تظلمون نبيكم..هل نسيتم إحسانه إليكم هل نسيتم يا أهل حوران الكساء والطعام الذي كان يأتيكم من منزل أيوب؟! قال أيوب عليه السلام: يا رب إذا كانت هذه مشيئتك فسأخرج من القرية وأسكن في الصحراء.. يا رب سامح هؤلاء على جهلهم.. لو كانوا يعرفون الحق ما فعلوا ذلك بنبيهم. هكذا وصلت محنةُ أيوب عليه السلام، حيث جاء أهلُ حوران وأخرجوه من منزله. كانوا يظنّون أن اللعنة قد حلّت به، فخافوا أن تشملهم أيضاً. نسوا كل إحسان أيوب وطيبته ورحمته بالفقراء والمساكين! لقد سوّل الشيطانُ لهم ذلك فاتّبعوه وتركوا أيوب يعاني آلام الوحدة والضعف والمرض. لم يبق معه...]]> قصة هود عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%87%d9%88%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85/ Tue, 14 Jan 2020 12:07:28 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4156 هود عليه السلامقوم عاد هم قوم ذكروا في القرآن بأنهم طغوا على نبي الله هود فأهلكهم الله بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام. {49} وَإِلَى عَادٍأَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ الله مَا لَكُم مِّنْ إِلَـه غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ {50} يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {51} وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ {52} قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ {53}سورة هود. فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَة عَادٍ وَثَمُودَ {13} إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِن خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَة فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ {14} فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {15} فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُم عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ{16} سورة فصلت. قوم عاد قبيلة عربية كانت باليمن، وكانت منازلهم ومساكنهم وجماعتهم أرض الأحقاف، والأحقافُ هي الرمل فيما بين عُمان وحضرموت من أرض اليمن بأرض يقال لها الشِّحر، وقيل كانوا ثلاث عشرة قبيلة وظلموا وقهروا العبادَ بسبب قوتهم التي ءاتاهم الله إياها، فقد زادهم الله في الخِلقة والقوة، وبسَطَ لهم في أجساهم وعظامهم فكانوا طوالاً في أجسامهم وقوامهم، قيل كان أطولُهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراعا، قال تعالى :{واذكروا إذ جعلكم خلفاءَ من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطه} (سورة الأعراف/69). وكانوا أصحاب أوثان وأصنام يعبدونها من دون الله، صنم يقال له صداء، وصنم يقال له صمود، وصنم يقال له الهباء، قال الله تعالى :{ألم ترَ كيف فعل ربُّك بعاد * أرمَ ذات العماد * التي لم يُخلق مثلها في البلاد} (سورة الفجر/6-7-8). أعطى اللهُ تبارك وتعالى قبيلة عاد نِعمًا كثيرة وافرة وخيرات جليلة، فقد كانت بلادهم ذات مياة وفيرة فزرعوا الأراضي وأنشأوا البساتين وأشادوا القصور الشامخة العالية، إضافة لما منحهم اللهُ تعالى فوق ذلك من بَسْطة في أجسادهم وقوة في أبدانهم لكنهم كانوا غير شاكرين لله على نعمه، فاتخذوا من دونه ءالهةً وعبدوا الأصنام وصاروا يخضعون لها ويتذللون ويقصدونها عند الشدة، فكانوا أول الأمم الذين عبدوا الأصنام بعد الطوفان العظيم الذي عم الأرض وأهلك الكافرين الذين كانوا عليها، فبعث اللهُ تبارك وتعالى إليهم نبيَّه هودًا وكان أحسنهم خُلُقًا وأفضلهم موضعًا وأوسطهم نسبًا، فدعاهم إلى دين الإسلام وعبادة الله تعالى وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وأن يُوحّدوا الله الذي خلقهم ولا يجعلوا معه إلهًا غيره، وأن ينتهوا ويكفوا عن الظلم والبغي والفساد بين الناس، ولكنهم عاندوا وتكبروا وكذبوا نبيَّ الله هودًا عليه الصلاة والسلام وقالوا :{من أشدّ منَّا قوة} (سورة فصلت/15)، وءامن به واتبعه أناس قليلون كانوا يكتمون إيمانهم خوفًا من بطش وظلم قومهم الكافرين المشركين، قال الله تبارك وتعالى :{فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحقّ وقالوا من أشدّ منّا قوة أولم يروا أن اللهَ الذي خلقهم هو أشدّ منهم قوّة وكانوا بآياتنا يجحدون} (سورة فصلت/15)، وقال الله تبارك وتعالى :{وإلى عادٍ أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا اللهَ ما لكم من إلهٍ غيره أفلا تتقون} (سورة الأعراف/65) المعنى أن هودًا قال لقومه: يا قوم اعبدوا الله وحده ولا تجعلوا معه إلهًا غيره فإنه ليس لكم إله غيره أفلا تتقون اللهَ ربَّكم فتحذرونه وتخافون عقابَه بعبادتكم غيره وهو خالقكم ورازقكم دون كل ما سواه، فأجابه قومه بما أخبر اللهُ تبارك وتعالى به {قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنُّك من الكاذبين * قال يا قوم ليس بي سفاهةٌ ولكنّي رسولٌ من ربّ العالمين} (سورة الأعراف/66-67)، أي يا قوم ليس بي سفاهة عن الحق والصواب بل إني على الحق المبين والطريق الصواب، رسول من رب العالمين أرسلني إليكم فأنا أبلغكم رسالات ربي وأؤديها إليكم، وأنا لكم ناصحٌ فيما دعوتكم إليه من عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تضرّ ولا تنفع، فاقْبلوا نصيحتي فإني أمين على وحي الله وعلى ما ائتمنني عليه من الرسالة لا أكذب فيه ولا أزيد ولا أبدل، بل أبلغ ما أمرت به كما أمرت. لكنَّ قوم هود رغمَ هذا البيان المقنع والكلام الناصح من نبيهم هود عليه السلام لم يقبلوا الحق الذي جاء به، وأعلنوا له أنهم لن يتركوا عبادة الأصنام وأنهم يعتقدون أن بعض ءالهتهم غضب عليه فأصابه في عقله فاعتراه جنون بسبب ذلك، كما أنهم استبعدوا إعادتهم يوم القيامة وأنكروا قيام الأجساد بعد أن تصير ترابًا وعظامًا، فقال لهم نبيُّهم هود عليه السلام ما أخبرنا الله به في القرءان الكريم :{وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءايَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)} (سورة الشعراء). وقال تعالى مخبرًا عن قول هود عليه السلام في موضع ءاخر من القرءان الكريم {يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ (52)} (سورة هود). فبين لهم سيدنا هود عليه السلام أنَّه لا يَطلُب على نصيحته لهم أجرًا يأخذه منهم أو رئاسة يتزعم بها عليهم، وأنّه لا يطلب الأجر في دعوته لهم إلى الإيمان والإسلام إلا من الله تبارك وتعالى، ثم قال لهم واعظًا ما معناه أتبنون بكل مكان مرتفع بناءً عظيمًا هائلاً تعبثون ببنائه ولا حاجة لكم فيه وأنتم تسكنون الخيام العظيمة، ثم تتخذون القصور رجاء منكم أن تعمروا في هذه الدار أعمارًا طويلة، ثم ذكر لهم أنهم يتجبّرون ويظلمون الناس فأمرهم أن يتقوا الله بأن يدخلوا في دينه ويعبدوا الله وحده ويطيعوه، وذكّرهم بما أنعم الله به عليهم وبما أمدّهم به من أنعام وبنين وما رزقهم من مياه وافرة وبساتين خضراء يانعة يتنعمون بها، وحذرهم من عذاب الله العظيم يوم القيامة الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم من الكفر والشرك، ولكن قوم هود أصرّوا على كفرهم وعنادهم وقالوا له فيما قالوا: أجئتنا لنعبد الله وحده ونترك عبادة الأوثان والأصنام ونخالف ءاباءنا وأسلافنا وما كانوا عليه، وقالوا له على وجه التهكم والعناد والاستكبار إن كنت صادقًا فائتنا بما تعدنا من العذاب فإنا لا...]]> قصة “غزا نبيٌ من الأنبياء” https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%ba%d8%b2%d8%a7-%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%8c-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%86%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%a1/ Tue, 14 Jan 2020 11:12:01 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4162 من قصص السيرة النبويةهذه قصة نبي من أنبياء بني إسرائيل ،ويقال أنه نبي الله يوشع بن نون ،الذي صحب موسى عليه السلام في حياته ،وسار معه إلى الخضر ،في القصة المعروفة في سورة الكهف ،وبعد وفاة موسى عليه السلام أوحى الله إلى يوشع بن نون ،واستخلفه على بني إسرائيل ،وفتح على يده الأرض المقدسة .  وفي يوم من الأيام خرج هذا النبي غازيا لفتح إحدى القرى ، وقبل خروجه حرص على أن لا يتبعه في غزوته تلك إلا من تفرغ من جميع الشواغل ، والارتباطات الدنيوية التي من شأنها أن تقلق البال وتكدر الخاطر ، وتعيق عن الجهاد والتضحية في سبيل الله . فاستثنى من جيشه ثلاثة أصناف من الناس : الأول رجل عقد نكاحه على امرأة ولم يدخل بها ، والثاني : رجل مشغول ببناء لم يكمله ،والثالث رجل اشترى غنما أو نوقا حوامل وهو ينتظر ولادها ،فإن الذي انشغل بهذه الأمور وتعلق قلبه بها لن يكون عنده استعداد لأن يثبت في أرض المعركة ويتحمل تبعات القتال ، بل ربما كان سببا للفشل والهزيمة . ولما خرج متوجها نحو القرية ،دنا منها وقت صلاة العصر أو قريباً منه ، وكان الوقت المتبقي إلى الغروب لا يتسع للقتال ، فقد يدخل عليه الليل قبل أن ينهي مهمته ، واليوم يوم جمعة ، وبدخول الليل يحرم القتال على بني إسرائيل الذين حرم عليهم الاعتداء في السبت .  وعندها توجه يوشع إلى الشمس مخاطباً لها بقوله : إنك مأمورة وأنا مأمور ،ثم دعا الله عز وجل أن يحبسها عليهم ، فأخر الله غروبها وحبسها حتى تم له ما أراد وفتح الله عليه. وقد كانت الغنائم محرمة على الأمم قبلنا ،فكانت تجمع كلها في نهاية المعركة في مكان واحد ،ثم تنزل نار من السماء ،فتأكلها جميعا ،وهي علامة قبول الله لتلك الغنائم ، فإن غل أحدٌ منها شيئاً لم تأكلها النار ، فجمعت الغنائم وجاءت النار فلم تأكل منها شيئاً ،فعرف نبي الله يوشع أن هنالك غلولاً وأخبر جيشه بذلك ، ثم أمر بأن يبايعه من كل قبيلة رجل ،فلصقت يده بيد رجل من القبيلة التي فيها الغلول ،فعرف أن الغالِّين هم من هذه القبيلة ،وطلب أن يبايعه كل فرد من أفرادها على حدة ،فلصقت يده بيد رجلين أو ثلاثة وكانوا هم أصحاب الغلول ،فأمرهم بإحضار ما أخذوه ،فجاءوا بقطعة كبيرة من الذهب على شكل رأس بقرة ،فلما وضعت مع الغنائم جاءت النار فأكلتها . وقد منَّ الله عز وجل على هذه الأمة ، فأحل لها الغنائم التي كانت محرمة على من قبلها من الأمم ،وستر عنها أمر الغلول ،وفضيحة عدم القبول ،وهو من خصائص أمة محمد عليه الصلاة والسلام . الجهاد عبادة كغيرها من العبادات ،تحتاج لكي تؤتي أكلها ،ويجني العبد ثمارها ألا يقدم عليها إلا وهو في حالة من التهيؤ النفسي ، والتفرغ القلبي من الشواغل والملهيات التي تحول بينه وبين أداء هذه العبادة وتحقيق مقاصدها على الوجه الأكمل، وقد قص النبي ﷺ علينا قصة نبي من أنبياء بني إسرائيل خرج للجهاد والغزو وذلك في الحديث الذي أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ ( غزا نبي من الأنبياء ،فقال لقومه : لا يتبعْني رجل ملك بُضْعَ امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ،ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ،ولا أحد اشترى غنما أو خَلِفاتٍ وهو ينتظر ولادها ،فغزا فدنا من القرية صلاةَ العصر أو قريبا من ذلك ، فقال للشمس : إنك مأمورة وأنا مأمور ،اللهم احبسها علينا ،فحُبِسَتْ حتى فتح الله عليه ، فجمع الغنائم ،فجاءت – يعني النار- لتأكلها فلم تطْعَمْها ،فقال : إن فيكم غُلولا ،فليبايعني من كل قبيلة رجل ،فلَزِقَتْ يد رجل بيده ،فقال : فيكم الغُلول ،فليُبَايِعْني قبيلتك ،فلَزِقَتْ يد رجلين أو ثلاثةٍ بيده ،فقال : فيكم الغُلُول ،فجاءوا برأسٍ مثل رأس بقرة من الذهب ،فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ،ثم أحلَّ الله لنا الغنائم ،رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا  ) .   فوائد القصة إن هذه القصة تبين لنا جانباً من جوانب الإعجاز الإلهي ، والقدرة الربانية وأنه سبحانه هو المتصرف في هذا الكون وبيده الملك والخلق والتدبير ، وبالتالي فهو المستحق للعبادة وحده ، كما أنها تظهر تأييد الله لرسله ، وإعانته لهم على القيام بما أوكل إليهم من مهام . قال النووي: في هذا الحديث أن الأمور المهمة ينبغي أن لا تفوض إلا إلى أولي الحزم وفراغ البال لها ولا تفوض إلى متعلق القلب بغيرها لأن ذلك يضعف عزمه ويفوت كمال بذل وسعه. أن فتن الدنيا تدعو النفس إلى الهلع ومحبة البقاء لأن من ملك بضع امرأة ولم يدخل بها، أو دخل بها وكان على قرب من ذلك فإن قلبه متعلق بالرجوع إليها ويجد الشيطان السبيل إلى شغل قلبه عما هو عليه من الطاعة، وكذلك غير المرأة من أحوال الدنيا. قال بن المنير: جعل الله علامة الغلول إلزاق يد الغال، وفيه تنبيه على أنها يد عليها حق يطلب أن يتخلص منه، أو أنها يد ينبغي أن يضرب عليها ويحبس صاحبها حتى يؤدي الحق إلى الإمام، وهو من جنس شهادة اليد على صاحبها يوم القيامة.  شؤم المعصية، وأنها سبب للعقوبة العاجلة والآجلة.  أن من مضى من الأنبياء كانوا يغزون ويأخذون أموال أعدائهم وأسلابهم لكن لا يتصرفون فيها بل يجمعونها، وعلامة قبول غزوهم ذلك أن تنزل النار من السماء فتأكلها، وعلامة عدم قبوله أن لا تنزل، ومن أسباب عدم القبول أن يقع فيهم الغلول، وقد من الله على هذه الأمة ورحمها لشرف نبيها عنده فأحل لهم الغنيمة، وستر عليهم الغلول، فطوى عنهم فضيحة أمر عدم القبول فلله الحمد على نعمه.]]> قصة قوم ثمود والنبي صالح عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%82%d9%88%d9%85-%d8%ab%d9%85%d9%88%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85/ Tue, 14 Jan 2020 09:07:31 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4159 نبي الله صالح عليه السلامذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قصص الأمم السابقة،لآخذ العظة والعبرة، وعدم تكرار ما وقعت فيه الأمم السابقة من كفر وتدنيس . نذكر اليوم  قصة قوم ثمود، وما وقع عليهم من عذاب وسخط من الله سبحانه وتعالى، بسبب معصيتهم وكفرهم بالله.  قوم ثمود وهم عرب سكنوا في منطقة الحجر، وهي شمال غرب  المدينة،  وتسمى اليوم مدائن صالح، وتعود أصول هؤلاء القوم إلى نفس اصول قبيلة عاد، ولكنهم   سكنوا منطقة مختلفة، أرسل الله لهم النبي صالح بن عبيد بن هشام ينتسب الى ثمود بن عاد بن آرم بن سام،  وقد كانوا ذوي قدرة جسمانية هائلة فحفروا البيوت في الجبال وبنوا القصور فيها، وكانت أراضيهم تمتلئ بالعيون والأنهار والمزارع الخضراء. قوم ثمود  هم قوم صالح عليه السّلام ، من الأقوم التي ذكرها الله تعالى في قرآنه الكريم قال الله تعالى في سورة هود (وَإِلَى ثَمُوْدَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيْهَا فَاسْتَغْفِرُوْهُ ثُمَّ تُوْبُوْا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّيْ قَرِيْبٌ مُجِيْبٌ) و قوم ثمود هم أصحاب الحجر الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه ( ولقد كذّب أصحاب الحجر المرسلين. وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين) حيث كان قوم ثمود من الأقوم التي جاءت بعد قوم عاد و هم من الأقوام الطّاغية كان يعيشون في منطقة بالحجاز و تسمى الحجر ، و أصحاب الحجر نسبة إلى نحتهم البيوت في الصّخور قال تعالى ( وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ) . أما عن النبي صالح عليه السلام فقد كان قبل أن يبعث من أشرافهم  من عائلة  عظيمة وعريقة جدا،  وكان يتصف بالعقل والحكمة، وكانوا يرجعون اليه في خصوماتهم، ويسترشدون برأيه في مشاكلهم، بل إنهم كانوا على وشك أن  ينصبونه ملكا عليهم . عند بدأ الرسالة دعاهم النبي صالح عليه السلام إلى توحيد الله والايمان به، وترك الأصنام وعبادتها،  وذكرهم بأنعم الله عليهم وأنه حكمهم في الأرض، وأسبغ عليه برحمته الواسعة، وحذرهم من خسران ذلك كما حدث لقوم عاد، فتعنتوا وتجبروا ورفضوا  ولم يلقوا بالا لكلامه، فلم يمل أو يتعب  بل أنه دعاهم للتفكر والتدبر في خلق الله  وعدم اتباع كبرائهم  المسرفين المضللين فلم يصدقوه، وتسائلوا  فيما بينهم  لماذا اختارك الله  لتبلغنا الرسالة من بيننا؟ واتهموه بالكذب، وأنه قد سحر من قبل الالهة . ثم انهم ذهبوا  لمن آمن بدعوة النبي –صالح عليه السلام –، وقالوا لهم إنا كفرنا بما آمنتهم  به زيادة في الاستهزاء بهم  وعتوا  وتكبرا وتجبرا منهم، ولكن نبي الله لم يمل أو يتعب من الدعوة لتوحيد العزيز القدير، فاحتار كبرائهم وجعلوا يبحثون عن الطرق  وينسجون الخطط لإيقافه  في دعوته،  حتى وصلوا إلى حيلة غريبة  تبعد الناس عن  دعوة  صالح عليه السلام، حيث أنهم قاموا بنشر اشاعة في القوم مفادها أن صالح ومن معه قوم مشؤومين:  أي أن من يتعامل معهم أو يؤمن بهم سوف  يبتلى بالمصائب والنحس، و أن من يبتعد عنهم  تكن له  حياة سعيدة كريمة . ولكن دعوى الحق كانت يجب أن تستمر ولذلك استمر صالح عليه السلام في دعواهم  وتذكيرهم، ثم قال قائل منهم “يا صالح  إن كنت نبيا حقا فأتنا بمعجزة لنصدقك”، وكان ذلك في اجتماع كبرائهم  فبدأوا بالاستهزاء والسخرية، ومن ثم قالوا نحن نريد أن نختار هذه المعجزة وليس أنت  فطلبوا منه إخراج ناقة  من صخرة كبيرة،  واشترطوا أن تكون هذه الناقة من الضخامة  حيث أن كمية الماء الذي تشربه تعادل ما تشربه القرية مجتمعة، وأن تكون حمراء اللون  وحامل في شهرها العاشر . فطلب الني الكريم بجمع الناس فجمعوا وعكف على دعاء ربه بأن يخرج الناقة من هذه الصخرة،  فتبدأ الصخرة بالتزلزل والاهتزاز، وتخرج الناقة الضخمة جدا في مشهد مهيب تقشعر له الأبدان، بجميع المواصفات التي طلبوها،  فتشخص أبصارهم وتجف حلوقهم وتربط ألسنتهم . ومن ثم قال لهم  صالح عليه السلام  أن هذه الناقة هي ناقة الله سوف تعيش بينكم تلمسونها وترونها وهي أية الله الموجهة لكم ونظرا لحجمها فهي سوف تشرب  من شربكم يوم ولكم أنت يوم، فذروها تأكل وتشرب في أرض الله الواسعة  ومن ثم نبههم  بأن أي شيء يحدث لها  فسوف ينزل الله عليكم العذاب والعقاب . ثم عندما رأى  كبرائهم  أن كثيراً من الناس بدأت تلين لصالح في وجود الناقة  التي هي معجزة إلهية، اجتمعوا  واتفقوا على قتل الناقة، وأوكلوا هذه المهمة لرجل منهم، وأجمع المؤرخون أنه  قدار بن صالح  وهو فاسد جبار ومن فخذ قوي  يستطيع حمايته وكان له اصحاب مثله يفسدون في الارض. وقام هؤلاء  النفر بمشاورة كبراء  القوم  عن نيتهم في عقر وقتل الناقة، فوافقوا على ذلك فقاموا بقتلها، وكانت في هذه الفترة قد ولدت فقاموا باللحاق بابنها فهرب الى الصخرة وصعد اليها  فأحاطوا به وقتلوه ايضا، فهددهم صالح عليه السلام بإنزال العذاب عليهم خلال ثلاثة ايام،  فاجتمع النفر الذين قتلوا  الناقة وبدأوا يخططون لقتل صالح عليه السلام ومن معه من المؤمنين، فجاءت الأوامر لصالح عليه السلام ومن معه  من المؤمنين قبل أن يهجموا عليهم بالخروج من القرية والتوجه الى فلسطين، وبينما كان النفر الذين عقروا الناقة يخططون للهجوم على صالح ومن معه تدمر البيت الذي كانوا فيه على رؤوسهم، وكانت هذه بداية العذاب  اصفرت وجوههم في اول يوم، وفي اليوم الثاني احمرت وجوههم، وفي اليوم الثالث اسودت وجوههم، ومن ثم بدأت الزلازل في قراهم وأراضيهم، وبدأت الصواعق تنزل عليهم  من السماء فتقتل فيهم، ومن ثم انتهى الأمر بصيحة عظيمة صدرت من جبريل –عليه السلام – فلم يبق منهم أحد  .]]> قصة عيسى عليه السلام عندما قال آمنت بالله وكذّبت عيني https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%b9%d9%8a%d8%b3%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d9%82%d8%a7%d9%84-%d8%a2%d9%85%d9%86%d8%aa-%d8%a8%d8%a7%d9%84/ Mon, 13 Jan 2020 14:32:02 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4102 من قصص الأنبياءإن الرسل والأنبياء نمط متفرد من الناس ، وخاصة في تعظيمهم لربهم ، وتقديسهم له ، فهذا نبي الله عيسى كان الله في قلبه أعظم من أن يحلف به أحد كاذبا. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ  قال : ( رأى عيسى بن مريم عليه السلام رجلا يسرق فقال له أسرقت قال كلا والله الذي لا إله إلا هو ، فقال عيسى عليه السلام : آمنت بالله وكذّبت عيني ) متفق عليه ، وفي لفظ مسلم : ( فقال عيسى عليه السلام : آمنت بالله وكذبت نفسي ) .   شرح القصة يحكي النبي  ﷺ ما وقع لنبي الله عيسى عليه السلام ، حين مرّ على رجلٍ فرآه يأخذ مالاً لا يحلّ له ، فخاطبه عليه السلام موبّخاً : ( أسرقت ؟ ) وهو سؤال يحمل معنى الإخبار بدليل. وبدلاً من أن يعترف الرجل بذنبه ، ويستغفر  ، ويخجل على نفسه ، وهو يرى افتضاح أمره أمام نبيٍّ يتنزّل عليه الوحي صباح مساء ، إذا بالعزّة الآثمة تأخذه ، فيقسم بأغلظ الإيمان وأعظمها أنّه لم يسرق شيئا : ” كلا والله الذي لا إله إلا هو ” . ولأجل ما قام في قلب نبي الله عيسى عليه السلام من تعظيمٍ لجلال ربّه ، أرجع الخطأ إلى عينه ، وألقى التهمة على نفسه ، يقول الإمام ابن القيّم معلّقاً على ذلك : ” والحق أن الله كان في قلبه أجلّ من أن يحلف به أحدٌ كاذباً ، فدار الأمر بين تهمة الحالف وتهمة بصره ، فردّ التهمة إلى بصره ” . العبر المستوحاة من القصة عظمة اليمين ” كلا والله الذي لا إله إلا هو ”  ، تضمّنت المعنى الذي كرّس نبي الله عيسى عليه السلام حياته كلّها لتبليغه والدعوة إليه  ، وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبوديّة . حسن الظن بالمسلمين ” لأن تحسن الظنّ فتخطيء ،  خير من أن تسيء الظنّ فتندم ” .]]> قصة داود عليه السلام https://totitoti.arabwalls.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%af%d8%a7%d9%88%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85/ Thu, 09 Jan 2020 07:23:51 +0000 https://www.totitoti.com/?p=4042 نبي الله داود عليه السلامسيدنا داود عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالي بالملك والنبوة معًا. وكان في ذلك الوقت يكون الملوك من بيت والأنبياء من بيتًا آخر قال تعالى : {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23)} سورة ص . هو داود بن  إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عوينادب بن إرم بن حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل . كان سيدنا داود من المؤمنين ممن خرجوا مع جيش طالوت للقاء جالوت ، فلما التقى جيش طالوت مع جالوت طلب جالوت المبارزة معه ، وقيل أن طالوت قال لرجاله من يبارزه فأزوجه ابنتي ويصبح قائدًا للجيش ، فتقدم الفتى داود راعي الأغنام ، وكان هدفه هو قتل جالوت المشرك ، وبالفعل قتله وأنهزم جيش جالوت . كان بنو إسرائيل قد أحبوا داوود وبعد وفاة طالوت ، جعلوه ملكًا عليهم ، وكان الله قد منحه الله بعض المعجزات ، فقد منحه الله صوتًا عذبًا ، وكان داود عليه السلام يسبح الله تعالي بالليل والنهار فكانت الجبال والطير تسبح معه قال تعالى {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ} سورة ص الآيات 18-19 . وأنزل الله سبحانه وتعالى على سيدنا داود الزبور وكان دائم القراءة فيه بصوتا لا مثيل له ، فكان الإنس والجن والطير والدواب يعكفون على سماعه حتى يموت بعضها جوعًا ، كما كان كثير الشكر لله وكان يقول (الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله) ، فأوحى الله إليه : إنك أتعبت الحفظة يا داوود . كما أتاه الله القوة ، وألان له الحديد فكان يعمل حداد فلا يأكل إلا من عمل يده عليه السلام ، وكان يصنع الدروع من الحديد ، وقيل أنه كان يشكلها ويلويها بيده لا يحتاج نار ولا مطرقة ، وكان أول من صنع الدروع من الحديد ، كانت قديمًا تصنع من الصفائح . وأتاه الله سبحانه وتعالى فصل الخطاب ، فكان يحكم بين الناس بالعدل حتى ساد العدل ذلك الزمان ، وقد ذكر في القرآن قصة الرجلين اللذان دخلا على سيدنا داوود المحراب ، وكان سيدنا داود عليه السلام قد طلب من حرسه ألا يدخل عليه أحد المحراب ، فوجئ بهم سيدنا داوود وفزع ، فسألهم من أنتم قال أحدهما : لا تخف أنا جئناك لتحكم بييننا ، هذا أخي له تسعة وتسعون نعجة ، ولي نعجة واحدة وطلب أن يأخذها منى . فقال سيدنا داوود للرجل دون أن يستمع لشهادة أخيه {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ} سورة ص الآية 24 ، فاختفى الرجلان وأدرك سيدنا داوود عليه السلام ، أنهما ملكيين أرسلهما الله سبحانه وتعالى ليعلماه ألا يحكم بين الناس دون سماع شهادة الطرفين . وكان لسيدنا داود عليه السلام مائة امرأة منهن امرأة أوريا أم سليمان عليه السلام ، وقد قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ” إن أفضل الصيام صوم داوود ، يصوم يومًا ويفطر يومًا ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. مات داود عليه السلام وهو ابن مائة عامًا ، وقيل قد جاءه ملك الموت وهو نازل من محرابه ، فقال له دعني أنزل أو أصعد فقال الملك : يا نبي الله لقد نفدت السنون والشهور والآثار والأرزاق ، فخر داود عليه السلام ساجدًا، وقبضه ملك الموت وهو ساجد . وفي رواية أخرى أنه كان شديد الغيرة على نساءه فكان لا يدخل داره الرجال ، وفي يوم رأت زوجته رجلًا في صحن الدار فقالت من أين دخلت الدار والباب مغلقة ، والله لتفضحن بداود فلما جاء سيدنا داود قال له : من أنت ؟ قال : أنا من لا أهاب الملوك ولا أمنع من حجاب ، فقال داود أنت والله ملك الموت ، مرحبًا بأمر الله.]]>